تصويب الخطاب الإسلامي(7)..الحلقة الثامنة من كتاب ومضات علي الطريق ( المسلمون بين الآيات والروايات) للمفكر العربي علي محمد الشرفاء

0

أعزاءنا القراء من جديد نواصل معكم نشر الجزء الثالث من كتاب ومضات علي الطريق،(المسلمون بين الآيات والروايات) للمفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي، وفي هذه الحلقة نستعرض معكم مقالة عن تصويب الخطاب الإسلامي (7) وسنوالي معكم النشر ،ضمن سلسلة من الحلقات.

وفي حلقة اليوم يتحدث المؤلف عن تصويب الخطاب الديني ودعوة الرئيس السيسي لتصويبه مطالبا بإعادة النظر فيما يجري علي الساحة العربية والإسلامية والدولية من جرائم ضد الإنسانية  والضمير ترتكب باسم الإسلام وما يصاحبه من تشويه مقصود لدين الإسلام والرحمة والإنسانية، مؤكدا أن الخطاب الإلهي ، هو منهج واحد لا تجديد فيه ولا تغيير ، وهو الأولى بالاتباع، بعيدا عن الروايات والأحاديث المنسوبة زورا للإسلام ولرسوله، وإلى نص ما قال وكتب المؤلف.

تصويب الخطاب الإسلامي(7)..

أين الأخلاق التي يتعامل بها المسلمون غير الكراهية والحقد والقسوة؟! وأين الرحمة عند المسلمين الذين يقتلون بعضهم بعضاً، ويعتدون على حقوق أشقائهم بمساعدة أعدائهم؟!

من أجل ذلك نرى الحكماء والعقلاء الذين يتألمون لما يجرى على الساحة العربية من جرائم يندى لها الجبين ترتكب باسم الإسلام بدم بارد، وما يجري على الساحة الدولية من تشويه لصورة الإسلام وصورة رسوله، يتساءلون ما الذي جرى على للمسلمين وكيف يحدث ما جرى حتى الآن ؟ وهل تلك هى دعوة رسول الإسلام وما بلغه من آيات بينات؟، هل تلك دعوة السلام والرحمة  ما يقوم به المجرمون أعداء الله ورسوله ضد الانسانية، ولو رجعوا إلى كتاب الله فسوف يجيبهم في كتابه المبين عن الحل، ويكفيهم عناء البحث في تجديد الخطاب الديني في قوله سبحانه:(اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ)(الأعراف: ٣).

ألا تكفي هذه الآية للإجابة عما يبحثون عنه من حقائق لتصويب الخطاب الإسلامي، وتوفر على الناس الوقت والضياع في حلقة مفرغة تقابلهم الاف الكتب المفتراة على رسالة الإسلام والتى أكثرها طعن  في الدين وإساءة للرسول ،فلا قيمة لها من الناحية الاسلامية بما فيها من ضلال وتضليل،، فكيف يبحث الناس في نفس السموم التي يقدسونها عن علاج صحي يطهر رسالة الإسلام ويحميها من كل الشبهات والافتراءات، ولا توجد وسيلة أخرى لتجديد الخطاب الديني غير العودة إلى كتاب الله الذى أنزله على رسوله الكريم وأمر الناس باتباعه عبادة وأخلاقا وعظات وتشريعاً ،لأن الخطاب الإلهي لا يُجدّد ولا يُعدّل، بل نتبع ما أمر به رسوله بقوله سبحانه: (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ«٤٣» وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ«٤٤») (الزخرف: ٤٣-٤٤)، التمسك بكتاب الله هو المخرج من المأزق المظلم.

لقد تعددت المصادر والدوائر المختلفة تطالب بتصويب الخطاب الديني وعلى رأسهم سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي طالب بإعادة النظر فيما يجري على الساحة العربية والدولية من جرائم ضد الإنسانية والضمير باسم الإسلام، حين نادى سنة ٢٠١٣ المختصين والمفكرين، بداية من الأزهر ، وغيره من المؤسسات الدينية والعلمية للتدبر فيما يحدث من قتل وتدمير في العالم العربي، وما يصاحبه من تشويه مقصود لدين الإسلام دين الرحمة والسلام، دين التعاون والتسامح والإحسان، دين العدالة والفضيلة والقيم النبيلة ليطلب من الجميع البحث في المراجع الإسلامية وأهمها القرآن الكريم الذي أنزله الله على رسوله، واكتمل في حجة الوداع بقوله سبحانه: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) (المائدة ٣).

فكان الخطاب الإلهي دعوة للناس أن يتَّبعوا ما أنزله الله على سوله فقط، وأن يتدبروا ما يتلوه عليهم من آياته، وما تدعو إليه من خير وصلاح للإنسانية في كل مكان. ولذلك يدعوهم الله للالتفاف نحو منهج واحد أنزله الذي خلقهم ويعلم ما يصلحهم ويحذرهم مما يضرهم، وكتاب الله المرجع الوحيد الذي سيهديهم إلى طريق الوحدة والخير والسلام. وقد أدرك المسلمون بعد أربعة عشر قرناً، تلك الحقيقة حينما اتبعوا أقوال البشر وابتعدوا عن كلام الله وآياته.

فكيف انقلبت الموازين من الرحمة إلى القسوة ومن العدل إلى الظلم، ومن التسامح إلى البغضاء، ومن الوداعة إلى التوحش و من احترام حق الحياة إلى قتل الأبرياء، فأثارت تلك المواقف الشاذة ومَن يمارسها مشاعر المفكرين وأصحاب العقول، حين وصلوا إلى يقين بأن ما يجري من إجرام لا يستقيم مع دعوة الله للناس بكل ما سبق من عظاته وتشريعاته، والتمسك بقيم القرآن وأخلاقياته

Leave A Reply

Your email address will not be published.