العرب بين نسيان الحقوق والخضوع للهيمنة الأمريكية..بقلم المفكر العربي علي محمد الشرفاء
العرب لا يتذكرون المعروف، وينسون المجرمين فيما ارتكبوه في حقوقهم، وأولهم في هذا العصر، قائد دولة متهم بالفساد واغتصاب الأطفال وكراهيته لرسالة الإسلام، وتبنيه كافة المجازر التي نفذها اليهود في غزة، من قتل الأطفال الرضع إلى النساء والشباب، إلى إبادة أُسَر بكاملها. عقيدة مشتركة بين السيد ترامب وأهداف إسرائيل الإجرامية ضد الإنسانية والقوانين الدولية.
ألم يكن مستر ترامب الرئيس الأمريكي الوحيد الذي تجرأ على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس؟ وهو المتبني كل الخطط الإسرائيلية للتوسع على حساب الحدود العربية. ألم يُصرّح بعد استلامه السلطة في أمريكا بعدة شهور، أن إسرائيل المسكينة حدودها صغيرة وجيرانها لهم مساحات كبيرة، ولها الحق في استقطاع جزء من الأراضي العربية لصالح إسرائيل، وكأنه مندوب إسرائيل في البيت الأبيض؟
ولا ننسى حفيده ابن كوشنر، الإسرائيلي المتعصب، الذي سيكون له شأن في المستقبل، يرسمه له من الآن جده مستر ترامب، ليحظى بمكانة خاصة لخدمة أسرة ترامب.
وقد لاحظت أنه لم يكن متوازنًا في خطابه، مؤكدًا تحيزه الكامل للدولة الإسرائيلية، ومستعد أن يخسر حلفاء أمريكا لصالح العصابات الإسرائيلية، الذين فتح لهم أبواب “السلاح الأمريكي”، حيث صرح في خطابه في الكنيست أن السلاح الأمريكي الذي استخدمه “النتن ياهو”، والذي بطش به، هو فخور باستخدامه، لتحقيق السلام على أجساد الأطفال والنساء والعجائز، الذين سقطوا بفعل القنابل الأمريكية.
لذلك، فلا ينسى العرب الدور الأمريكي منذ نشأت الدولة الإسرائيلية حتى اليوم،ولا أنسى حينما زار الرئيس المرحوم أنور السادات الإمارات بعد حرب سنة 1973م، وكان يتحدث في اجتماع مع المرحوم الشيخ زايد، وكنت حاضرًا ذلك الاجتماع، حينها سمعت السادات وهو يقول للشيخ زايد: “لقد اكتشفت أثناء الحرب بأنني لا أُقاتل إسرائيل، ولكني كنت أُقاتل أمريكا. واكتشفنا هبوط الطائرات الأمريكية محملة بالدبابات والمدرعات، ومجرد هبوط الطائرات تتوجه لميدان المعارك”.
كل تلك الحقائق والإساءات التي تلقاها الزعماء العرب، لم تغيّر طريقة التعامل العربي مع الأمريكان، وكأنهم قدر العرب المحتوم، ملتزمين بطاعتهم رغم مواقفهم العدائية.
فمتى يتحرر العقل العربي من السيطرة الأمريكية التي تهدد الشعوب العربية، وتتباهى بأنهم يحمون الأنظمة العربية، بينما الخطر الأمريكي خطر وجودي لعصابات “الكاوبوي” التي تستحلّ الحقوق بمبدأ الجبروت والقوة؟
وسيأتي يوم، ليس ببعيد، أن يُسلط الله غضبه على أمريكا، ويفتتها إلى دويلات ضعيفة تحارب بعضها بعضًا. ذلك ما أعتقده يقينًا…
اتذكر حينما التقى المرحوم القائد المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد رحمه الله مع السفير الأمريكي بعد حرب 1973م، في قصر البطين، وكنت حاضرًا اللقاء، حينها قال له الشيخ زايد:
“على الولايات المتحدة الأمريكية ألا تغترّ بقوتها”،
وضرب له مثلًا حين قال الشيخ زايد متسائلًا:
“أين بريطانيا التي كانت لا تغرب عنها الشمس وعن مستعمراتها؟ وكانت أمريكا إحدى المستعمرات البريطانية، فهل تسمع لها صوتًا؟ فالله الذي جعل بريطانيا تعيش حسرة الانحسار، فما الذي يمنع خالق الكون أن يُعيد أمريكا للعصور الوسطى؟”
رحمك الله يا زايد، كنت تنظر بعين المستقبل، مستيقنًا بالإيمان بالله، الذي يُعز من يشاء ويُذل من يشاء.
لقد انصرفنا جميعًا عن مراد الله، ولم يتم تفعيل تشريعات القرآن في الآيات القرآنية، لتكون مشروعًا يرتقي بالمجتمعات الإنسانية إلى بناء المدينة الفاضلة، التي يعيش الجميع فيها في أمن وسلام، يُمارسون أديانهم دون إكراه، يتعاونون على السراء والضراء، يُحققون التكامل والتكافل، وتتحول صفات مجتمعات المدينة الفاضلة إلى صفات الأنبياء، فيعيش الجميع في فرح وسرور وأمن.