تصويب الخطاب الإسلامي(8)..الحلقة التاسعة من كتاب ومضات علي الطريق ( المسلمون بين الآيات والروايات) للمفكر العربي علي محمد الشرفاء

0

أعزاءنا القراء من جديد نواصل معكم نشر الجزء الثالث من كتاب ومضات علي الطريق،(المسلمون بين الآيات والروايات) للمفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي، وفي هذه الحلقة نستعرض معكم مقالة عن تصويب الخطاب الإسلامي (9)  وسنوالي معكم النشر ،ضمن سلسلة من الحلقات.

وفي حلقة اليوم يتحدث المؤلف عن تصويب الخطاب الإسلامي ليتناسب مع العصر إذ عمد المولف إلى الدعوة إلى تجديد الخطاب الإسلامي، واستنباط أحكامه من كتاب الله فقط، والابتعاد عن أقوال وروايات الفقهاء التي امتلات بالروايات المزورة والمدسوسة على رسول الله، مبينا أن خطاب الفقهاء السابقين، لم يعد صالحا في هذا الزمان ،بل والأزمان الأخرى،إذ أن الله تعالي دعا للاجتهاد واستنباط الأحكام من كتاب الله  في كل زمان لما يفيد أهله، موضحا أن من يتأخر عن هذا الأمر، والاستجابة لدعوة لتجديد الخطاب الإسلامي قد ظلم نفسه، وإلى نص ما قال وكتب المؤلف

تصويب الخطاب الإسلامي (9)..

فتنادوا أيها الناس تعالوا لتتفكر وندرس ونبحث في كتاب الله، وعلاقته بما يجري من اغتيال الأبرياء، وقطع الأعناق والفساد في الأرض، وتدمير المدن وتشريد الناس، يهيمون على وجوههم في الأرض حيارى لا يعلمون إلى أين يتجهون، وكيف يأمنون من عدو لا يرحم ، ومجنون لا يفقه ولا يفهم،، من أجل الوصول إلى مكمن الداء – مرجعيات الفكر المنحرف – الذي تم توظيفه من قبل أعداء الإسلام لضرب المسلمين، وتشويه صورة الإسلام، ولم يجد صدى لدعوته، لأن السبب تراكم الروايات و استحكامها في العقول والعادات التي طغت على الآيات، حتى أصبح العقل مرتهن لها، دون استطاعته التحرر من ظلماتها، والسعي نحو النور الإلهي ، والتدبر فى كتابه الكريم والعودة إلى الله دون ولي أو فقيه أو شيخ، أو وسيط، أو كاهن.

وحين يُقر المسلمون بأن الله لم يرسل غير محمد بن عبدالله برسالته التي أوحى الله بها لرسوله، وأنه لم يبعث رسولا بعد محمد عليه السلام، وتكون كلمات الله هي المرجع الوحيد الرسالة الإسلام، نكون عندئذ بدأنا الخطوة الأولى نحو النور ، وتحرير الفكر من الأسر لدى من سبق من الأموات، الذين قال فيهم سبحانه: (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (البقرة: (١٣٤)، تنبيه صريح من الله سبحانه بعدم اتباع من سبق من الأمم ولا يكون الاعتقاد بما يردده بعض الفقهاء كما قال سبحانه (بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ) (الزخرف: ٢٢).

توجيه واضح بأن يعتمد كل جيل على فكر أبناء عصره، وليستنبطوا من منبع الرحمة والنور والعدل كتاب الله المبين بتصحيح مسار الإنسانية نحو الخير والمحبة والسلام والحرية والعدل والتكافل والحفاظ على حق الحياة للناس جميعًا، دون ظلم أو قهر أو عدوان، ومن أجل تصحيح المصطلح تجديد الخطاب الديني، ليتفق مع مقاصد النداء الذي وجهه الرئيس ليكون تصويب فهم الخطاب الإسلامي، لأن المصطلح الديني يشمل كل الأديان السماوية، بما فيها عقائد أقوام آخرين، فتحديد المصطلح ليتفق مع المقصد أمر ضروري، لتجنب الالتباس بأن ما يعنيه سيادته هو الدين الإسلامي الذي تم تشويه فهمه، والإساءة إلى دعوته والطعن في مقاصده العظيمة لخير الإنسانية جمعاء، ومن يتأخر عن الاستجابة لدعوته فقد ظلم نفسه، وتهاون في قضية مقدسة ترفع الظلم عن رسالة الإسلام، ويكون من الذين وصفهم الله سبحانه بقوله:(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا) (النساء ٦١).

Leave A Reply

Your email address will not be published.