احتكار تفسير آيات القرآن..الحلقة السادسة عشرة من الجزء الثاني من كتاب ومضات علي الطريق للمفكر العربي علي محمد الشرفاء

0

أعزاءنا القراء من جديد نواصل معكم نشر الجزء الثاني من كتاب ومضات علي الطريق، وهو عبارة عن مقترحات لتصويب الخطاب الإسلامي للمفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي، وجاءت الحلقة السادسة عشرة بعنوان” احتكار تفسير آيات القرآن” تحدث فيه المولف عمن يسمون بشيوخ الإسلام وعلماء الدين، والأئمة ممن استطاعوا إقناع الناس، بأنهم الوحيدون القادرون على فهم القرآن وتفسيره لهم، بالرغم من تباين المفاهيم بين العلماء أنفسهم وتناقض المصطلحات عندهم، وتعدد المرجعيات التي يتبعها كل منهم، موضحا أنَّ الله تعالى جعل التفكر في القرآن فرْضَ عين، حتى لا يستأثر بعض خلقه باختزال المعرفة وتعطيل الناس عن التفكر فيما خلق الله في كونه. وإلي نص ما كتب المؤلف.

احتكار تفسير آيات القرآن

استطاع من يسمونهم شيوخ الإسلام وعلماء الدين، والأئمة إقناع الناس بواسطة أتباعهم المسترزقين منهم، بأنهم الوحيدون القادرون على فهم القرآن وتفسيره لهم، مما يعني أن يحتكروا فهم مقاصد الآيات ليتوقف العقل عن التفكر والتدبّر في آيات القرآن الكريم. علمًا بأنَّ الله تعالى جعل التفكر في القرآن فرْضَ عين، لأنَّ الله سبحانه يخاطب العقل الذي لديه القدرة على قياس الأمور ومعرفة الحق من الباطل، حتى لا يستأثر بعض خلقه باختزال المعرفة وتعطيل الناس عن التفكر فيما خلق الله في كونه.

وحين اعتمد المسلمون على مفاهيم دينية، مقتنعين بأفكار وتفاسير تُصَدَّر لهم من مختلف الأئمة والدعاة ، بالرغم من تباين المفاهيم بين العلماء أنفسهم وتناقض المصطلحات عندهم، وتعدد المرجعيات التي يتبعها كل منهم، التي مضت عليها القرون وأحاطت بها الشكوك والظنون.

فكلنا مؤمنون بأنَّ محمدًا، ﷺ، خاتم الأنبياء والمرسلين، وأنزل الله معه النور الذي جاء به، القرآن الكريم، وأمر المسلمين باتباعه، وهو الإمام الأوحد للمسلمين فلا نتبع غيره إمامًا.

ومرجعنا كتاب الله وآياته فقط. فَسَيُسأل الإنسان يوم القيامة، بقوله تعالى: (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ «٤٣» وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ «٤٤») (الزخرف: ٤ -٤٤).

والسؤال الأول للناس جميعًا : (هل استمسكنا بالقرآن واتبعنا تعاليمه؟).

والسؤال الثاني قوله تعالى: (يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا «٦٦») (الأحزاب).

كما تبين الآيات المذكورة أمرين سَيُسْأَل الناس عنهما يوم القيامة: هل اتبعنا القرآن وسؤال هل أطعنا الله والرسول فيما بلغ الناس من آيات الله وكلماته، وهل اتبعوا تشريعاته وأخلاقياته؟

فليس بينهم سؤال عن طاعة البخاري، أو مسلم ، أو ابن تيمية، أو ابن عبدالوهاب، أو أي من عباده والأساطير الشخصية الدينية يوم القيامة.

فمن أراد النجاة من العقاب والعذاب، عليه أن يتبع أوامر الله في قرآنه ، ويتبع رسوله فيما بلَّغه للناس من آيات كريمة، تنفيذًا لأمره سبحانه بقوله: (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ «١٢٣» وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ «١٢٤» قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا «١٢٥» قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ «١٢٦») (طه: ١٢٣-١٢٦).

Leave A Reply

Your email address will not be published.