التكليف الإلهي وضوابط الدعوة..الحلقة السادسة من الجزء الثاني من كتاب ومضات علي الطريق للمفكر العربي علي محمد الشرفاء
أعزاءنا القراء من جديد نواصل معكم نشر الجزء الثاني من كتاب ومضات علي الطريق، وهو عبارة عن مقترحات لتصويب الخطاب الإسلامي للمفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي، وفي الحلقة السادسة يذكر المؤلف التكليف الإلهي وضوابط الدعوة، حيث كلَّف الله سبحانه وتعالى محمداً بن عبد الله (ﷺ) واختاره من بين عباده ليكون رسولًا إلى الناس يهديهم إلى الخير في الدنيا والسلامة في الآخرة، وأنزل الله إليه القرآن الكريم وحدَّد المولى سبحانه وتعالى عناصر التكليف الإلهي للرسول محمد (ﷺ) وبيَّن له مُهمته في ايصال الرسالة للناس وأسلوب الدعوة للناس لاعتناق الإسلام والمنهج الذي يجب على الرسول اتباعه في دعوته مطالبا بالتمسك بالقرآن الكريم وليس بغيره لتستقيم حياة الناس والاعتصام بما أنزله الله على رسوله في كتابه الكريم وإلى نص ما قال وكتب المؤلف.
التكليف الإلهي وضوابط الدعوة
لقد كلَّف الله سبحانه وتعالى محمداً بن عبد الله (ﷺ) واختاره من بين عباده ليكون رسولًا إلى الناس يهديهم إلى الخير في الدنيا والسلامة في الآخرة، وليعيش الناس فيما بينهم على أساس من التعارف تطبيقًا للآية الكريمة في سورة الحجرات:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ «١٣») (الحجرات).
وأن تسود الرحمة بينهم وفقًا لقوله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ «٢») (المائدة). فأنزل الله إليه القرآن الكريم وحدَّد فيه خارطة الطريق التي سيتبعها محمد (ﷺ) لايصال الرسالة للناس وتنفيذ شروط وضوابط التكليف الإلهي كما يلي:
أولاً: قال تعالى: (الۤمۤ «١» ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ «٢» الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ «٣» وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ «٤» أُولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ «٥») (البقرة:١-٥).
تلك الآيات التي تضع المسلم على طريق الإيمان لتكون لديه مسئولية التكليف وتطبيق أوامر الله قولا وعملا، خارطة طريق مستقيم لمَنْ أراد أن يحيا حياة طيبة آمنًا يوم القيامة، جزاؤه جنة النعيم وعدًا من الله لمَنْ آمَنَ وصَدقَ إيمانه وأتَّبع ما أُنزل على رسوله في القرآن الكريم.
ثانيًا: يبلغ الله سبحانه الناس بأنَّ القرآن نَزلَ من عند الله على رسوله الأمين في ليلة مباركة وقوله تعالى:
(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ «١» وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ «٢» لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ «٣» تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ «٤» سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ «٥») (القدر:١-٥).
ثالثا: يؤكد قوله تعالى في كتابه الكريم بأن الله أنزل آياته بالحق لا لبْسَ فيها ولا شَك، وأنها آيات القرآن الكريم أنزلها الله سبحانه على رسوله محمد (ﷺ) يُبلّغ بها عباده.
فماذا بعد آيات الله الجليّة الواضحة في كتابه الكريم إذا لم يؤمنوا بها فبأي حديث بعد كلام الله وآياته يؤمنون؟، كما جاء في سورة الجاثية الآية رقم «6»:
(تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ «٦») (الجاثية).
رابعًا: يستمر القرآن الكريم في تحديده للتكليف الإلهي لرسوله الأمين ويرسم له خارطة الطريق في حَمْلِ الرسالة وتوضيح العلاقة بين رسالة الإسلام والرسالات الأخرى، بأنه سبحانه قد جعل لكل أمةٍ شِرعة ومِنهاجًا ولم يجعلهم أمة واحدة لحكمة عنده،
تبين الآية الكريمة التالية كيفية التعامل مع الشرائع المختلفة، وأنه يُلتَزم في أيّ حُكم بينهم بما نزَّل الله في كتابه الكريم بقوله تعالى:
(وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ «٤٨») (المائدة).
خامسًا: واستكمالًا لتحديد معالم التكليف الإلهي حيث يأمر الله سبحانه وتعالى رسوله بأن مسئوليته القيام بإبلاغ الناس كافة ما جاء في قرآنه الكريم رسالة الله لعباده تضمن لهم طريق الحياة وتؤمنهم من عذاب الآخرة يسعدون في الدنيا ويجزيهم الله الجزاء الأوفي يوم القيامة، حيث يؤكد قوله تعالى في سورة المائدة:
(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ «٦٧»)
(المائدة ).
ويؤكد الله سبحانه وتعالى التمسك بالقرآن الكريم وليس بغيره لتستقيم حياة الناس والاعتصام بما أنزله الله على رسوله في كتابه الكريم تنفيذا لقوله سبحانه:
(فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ «٤٣») (الزخرف).
ويؤكد السياق القرآني في الآية رقم (44) سورة الزخرف قوله تعالى:
(وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ «٤٤») (الزخرف).
إنَّ هذا القرآن هو ذكر لك ولقومك وسوف تُسألون عنه يوم الحساب:
(يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ «٨٨» إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ «٨٩») (الشعراء:۸۸-۸۹).
سادسًا: بعد ما حدَّد المولى سبحانه وتعالى عناصر التكليف الإلهي للرسول محمد (ﷺ) وبيَّن له مُهمته في ايصال الرسالة للناس وأسلوب الدعوة للناس لاعتناق الإسلام والمنهج الذي يجب على الرسول اتباعه في دعوته، كما جاء في قوله تعالى في سورة النحل الآية 125: (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ «١٢٥» (النحل).
وقال سبحانه وتعالى: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ «١٦٤») (ال عمران).
سابعًا : حدَّد الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم حدود مسئولية رسوله والضوابط التي عليه ألا يتجاوزها في سبيل الدعوة والتي وضحها القرآن الكريم بصلاحيات محددة كما جاءت في آيات الذكر الحكيم كما يلي:
1- سورة الفتح الآية رقم «8»:إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا «٨»(الفتح).
2- سورة التغابن الآية رقم «12»: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ۚ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ «١٢») (التغابن).
3- سورة الرعد الآية رقم (40) : (وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ «٤٠» (الرعد ).
4- سورة الزمر الآية رقم (41) : (إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ «٤١») (الزمر ).
5- سورة الفرقان أية رقم (43): أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا «٤٣») (الفرقان).
6 – سورة يونس الآية رقم 108 : ( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۖ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ «١٠٨» (يونس).
8 – سورة الشورى الآية رقم (48): ( فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ۖ إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ ۗ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنسَانَ كَفُورٌ «٤٨») (الشورى).
9 – إنَّ اعتناق الدين الإسلامي يتوجب الاعتقاد بوحدانية الله خالق السماوات والأرض، والاعتراف برسوله، يعتمد على اقتناع الإنسان بأن يشهد بأنَّ لا إله الا الله وأن محمدًا رسول الله، والاستعداد على تَحمُّل تكاليف العبادات والالتزام بتجنب المُحرمات والعمل بجهاد النفس وكبح جماحها حتى لايقع في الأخطاء مُستمسكًا بالتشريع الإلهي ومُتَّبعًا تعليماته وعِظاته في الفضيلة والأخلاق، للارتقاء بالقِيَم الإسلامية والتمسك بسلوكيات المسلم الحق في شعائر العبادات والمُعاملات والعلاقات الإنسانية.
ثامنا: وبمُقنضَى التكليف الإلهي وما قرّره القرآن الكريم من اختصاصات الرسول في تنفيذ المهمة العظيمة التي أوكلها الله سبحانه إليه أن يتقيد بكل المحاذير والخطوط الحمراء التي حددتها الآيات الكريمة والالتزام الكامل بايصال الرسالة للناس.
وإزاء تلكُم المسئولية وبعِلم الله الأزلي عَلِمَ بأنَّ المسلمين سوف يبتعدون عن القرآن، وسوف يتبعون روايات استحدثها الناس على لسان رسوله مُتعددة المصادر ومُختلفة المقاصد، تسببت في تفرُّق المسلمين وكونت بؤرًا للصراع والقِتال ليسقط عشرات الآلاف من المسلمين، وكل طَرَف يقتل أخاه ويستبيح حُرُماته بشعار الله أكبر على مدى أكثر من أربعة عشر قرنا ترملت النساء، وتشرَّد الأطفال، وقتلوا آلاف الشباب، وداسوا الكُهول بحوافِر الخيول، وتحولت المدن والقُرى إلى مأتم كبير، وعويل الثكالى يتردّد صداه في السماء.
لقد جاء الإسلام بالرحمة والمحبة والسلام والعدل وقوله تعالى:( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ «١٠٧») (الأنبياء) وتحقيق الأمن والسلام للناس جميعًا، ولم تأتِ رسالة الإسلام تأمر الناس بالقتل والتكفير والعدوان والظُلم وإستباحة الحُرُمات كما صورتها الروايات والإشاعات والإسرائيليات لتشويه صورة الإسلام ليبتعد الناس عن اعتناق رسالة الله للناس، التي قِوامُها الرحمة وأساسها العدل وقاعدتها التسامح والإحسان والتعاون بين البَشَر ليتحقق السلام على الأرض.
كيف استطاع المتآمرون على الإسلام وأعداء الله أن يزرعوا روايات تتعارض مع قيم القرآن وسماحته؟
كيف استطاعوا أنْ يُغرقوا العقول في مستنقعات الفتنة والفُرقة؟.. والله يدعو للتعاون والبر والرحمة والتسامح والمحبة.
كيف استطاعوا أن يمزقوا وحدة الرسالة إلى مرجعيات مُتناحرة مُتقاتِلة كلّ منهم يبحث عن سُلطة ومَعْنَم ومكانة؟
كيف استطاعوا أن يجعلوا منَّا معاول لهدم دين السلام والمحبة ويحولونا إلى وحوش كاسرة، فقدت كل قيم الإنسانية وأهملت ما جاءت به رسالة الإسلام مِنْ عدل وسلام ورحمة؟ ، والسبب هو أننا هجرنا القرآن الكريم ولم نجعله مرجعيتنا الوحيدة.
ولذا يحذرنا القرآن الكريم منذ أكثر منذ أربعة عشر قرنًا بقوله تعالى: (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا «٣٠») (الفرقان).
وهذه الآية تستدعي من عُلماء المسلمين وفقهائهم التعمق في التهمة العظيمة التي يوجهها الرسول لأمته الإسلامية ويشتكيهم إلى الله، بأنَّ أمته هجرت القرآن فتاهت وضاعت وتفرقت بها السبل ذلك يوم سيحاسب الله فيه عُلماء الأمة والذين نصَّبوا مِنْ أنفسهم دعاة الإسلام في مُقدمة عباده يوم القيامة.
فكيف نستطيع أن ندفع عن أنفسنا تلك التهمة؟
ومن سيحمينا من غضب الله علينا؟
وعلى عُلماء المسلمين أن تتوفر لديهم الشجاعة ولا تأخذهم في الله لومة لائم، بأن يبحثوا في أسباب هذه التهمة لتصويب الخطاب الإسلامي ليتوافق مع مُراد الله من رسالته للناس ويتسق مع آياته البينات للمسلمين ليكسبوا رضا الله ورحمته ويتوب عليهم عن انصرافهم عن كتابه المُبين.