عبد المنعم صلاح يكتب:تأملات في كتاب “المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي” للمفكر علي محمد الشرفاء

0

إذا نظرنا إلى الأمة الإسلامية الآن لرأينا العجب العجاب، للأسف الشديد لقد تفرقت واختلفت إلي فرق ومذاهب ، مع العلم بأن الله سبحانه وتعالى واحد أحد، والرسول صلى الله عليه وسلم واحد ،والقرآن الكريم واحد، ولكن انقسم المسلمون إلى كل هذه الفرق التى ما أنزل الله بها من سلطان ، ولذلك يجب على كل مسلم أن يقوم بوقفة مع النفس والتفكر والتأمل والتدبر فى مضمون رسالة الإسلام ، وهذا ما طرحه المفكر العربي علي محمد الشرفاء في مؤلفات عدة سنتناولها بإذن الله في مقالات قادمة من كل كتاب على حده.

ولكن نحن اليوم بصدد مقال عن تأملات في كتاب “المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي” وهو ما نقوم حالياً بنشره في حلقات على موقع بيان، ويدعو الشرفاء من خلال كتابه إلى الرجوع إلى مضمون رسالة الإسلام، إلي القرآن الكريم .

لقراءة حلقات كتاب “المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي” اضغط هنا

و ما طرحه الشرفاء في كتابه “المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي” يدعونا إلى فهم رسالة الإسلام الصحيحة فهما سليما، حيث يدعو في الكتاب إلي معان عظيمة دعا إليها الإسلام إلا أنها غابت عن أصحابه وهي غياب الرحمة والتراحم فيما بيننا وغياب مفاهيم السلام والعدل والمساواة والاعتصام بحبل الله ، حيث قال سبحانه وتعالى

(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ )َ

ولو نظرنا في تأمل وبصيرة فى الخطاب الإلهي الذي تحدث فيه المؤلف نجد أنه يطالب المسلمين بالاجتماع تحت خطاب الله الواحد الأحد، ويتحدث عن ضرورة الرجوع إلي القرآن الكريم منهجاً وسلوكاً في العبادات والمعاملات، بعيداً عما أنشأته الفرق والمذاهب الإسلامية من اختلاف وفروق بين المسلمين بعضهم البعض.

ويتساءل الشرفاء في كتابه عن كيفية اختزال أركان الإسلام في معاملات خمس فقط سميت بأركان الإسلام، بينما غاب عن الناس أصل الدين ومقاصده العليا تلك التي يدعو إليها القرآن الكريم، والتي تجسد في حقيقتها الإسلام الذي جاء به النبي عليه الصلاة والسلام ، والأنبياء من قبله، بما شملته الرسالة من تقويم للفرد، وبناء شخصية المسلم بمجموعة من الأخلاق والفضائل والقيم النبيلة ، لخلق مجتمعات مسالمة يتحقق فيها العدل والرحمة والحرية والتعاون فيما بين أفرادها.

ولذلك أدعو المؤسسات الدينية والتعليمية والمفكرين والمثقفين إلى العودة إلى الخطاب الإلهي، والتعامل بقيم الإسلام السامية ، من خلال القرآن الكريم .

وللحديث بقية بإذن الله.

Leave A Reply

Your email address will not be published.