صفات عباد الرحمن في القرآن الكريم

0

عباد الرّحمن هم عباد الله الصّالحين الذين يتّصفون بالأخلاق الحسنة الكريمة، وقد حدّدت خواتيم سورة الفرقان أهم الصّفات التي يتحلّى بها عباد الله الصالحون، والتي استحقّوا بها تشريفهم ونسبهم للرّحمن، وسيتمّ فيما يأتي ذكر هذه الصفات الكريمة:

التّواضع في المشي

 قال الله -سبحانه-: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا)، والتواضع هي الصفة الأولى التي ذُكرت في صفات عباد الرحمن، حيث يمشون بتواضعٍ دون تكلّف ولا تصنُّع ولا خيلاء، فتظهر نفسهم المطمئنة الساكنة من خلال مشيهم الوقور الساكن، والقوي بالوقت ذاته دون تذلل أو انكسار.

الترفّع عن السّفاهات

الصّفة الثانية لعباد الرّحمن هي الترفّع عن السّفاهات، قال -تعالى-: (وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا)، فهم يترفّعون عن جدال الجاهلين والعراك معم، وهذا ليس عجزاً أو ضُعفاً، بل لأنّ لديهم اهتمامات كبيرة تشغلهم عن الخوض في سفاسف الأمور، ولا يُضيّعون وقتهم الثّمين في الجدال، ويصفحون ويعفون عن الإساءة ويدفعون السيئة بالحسنة.

قيام الليل والتهجّد والدّعاء

قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا* وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا* إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا)، وهنا تصف الآيات ليل هؤلاء الصالحين الأتقياء، فهم يقضون ليلهم بالصلاة والقيام، ومحاسبة النفس ومراقبة الله في أعمالهم، وهم يتضرّعون إلى الله -عز وجل- بأن يقيهم عذاب النار.

الاعتدال في الإنفاق

 قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا)، وهذه الصفة هي التوسط والاقتصاد في الإنفاق، وعباد الله يسيرون على الطريقة الوسط في حياتهم، فيعتدلون في إنفاقهم، فالمؤمن لا يحبس ماله عنه كي لا ينتفع به، ولا يُسرف بغير حساب، ويُنفق ماله بالأوجه التي تُرضي الله عز وجل، وتقتضي نفع المجتمع.

Leave A Reply

Your email address will not be published.