تصويب الخطاب الإسلامي(6)..الحلقة السابعة من كتاب ومضات علي الطريق ( المسلمون بين الآيات والروايات) للمفكر العربي علي محمد الشرفاء

0

أعزاءنا القراء من جديد نواصل معكم نشر الجزء الثالث من كتاب ومضات علي الطريق،(المسلمون بين الآيات والروايات) للمفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي، وفي هذه الحلقة نستعرض معكم مقالة عن تصويب الخطاب الإسلامي (6)  وسنوالي معكم النشر ،ضمن سلسلة من الحلقات.

وفي حلقة اليوم يتحدث المؤلف إلى المؤلفين المسلمين, محملا إياهم مسئولية تصويب الخطاب الإسلامي وفق قواعد كتاب الله , لا وفق آراء الفقهاء ورجال الدين, وتنقيتها مما علق بها من أحاديث وروايات باطلة، منبها إلى أن الخطاب الإلهي القرآن الكريم هو الوحيد الذي تكفل الله بحفظه بعيدا عن الروايات المزورة، والأساطير, والإسرائيليات المدسوسة على رسوله الكريم ، وإلى نص ما قال وكتب المؤلف

تصويب الخطاب الإسلامي(6)..

إن على المفكرين المسلمين اليوم مسئولية تصويب الخطاب الإسلامي وفق قواعد كتاب الله المُحكّم، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، لنكون بحق الأمة الوسط التي تقود ركب الحضارة الإنسانية، تأمر بالعدل والتعاون بين جميع البشر تحمي حق الحياة للناس، تدعو للخير والعمل الصالح، تقف مع المظلوم ليستعيد حقه، وتردع الظالم ليقف عند حده ، تحرّم الفساد في الأرض، تدافع عن حرية الإنسان في اختيار عقيدته ودينه، تقف ضد العدوان بكل أشكاله، تنشر الرحمة والتسامح والإحسان، تشجع على احترام العقل، تحثُ على العلم والبحث العلمي والمعرفة والتدبر في آيات الله ومقاصدها لكل ما ينفع الإنسان، ويحقق للناس السلام والأمان والعيش الكريم، تنشر التعاون والمحبة بين بني البشر في كل مكان تحمي العدالة ليأخذ كل إنسان حقه غير منقوص، تحقق التكافل الاجتماعي في المجتمعات، تعرّف الناس بالمنهج الإلهي الذي يخرجهم من الظلمات إلى النور، ليتحقق لهم الأمن والاستقرار، وتتنزل عليهم رحمات الله وبركاته ويرزقهم من حيث لا يحتسبون.

وحينما يتحدث الجميع عن تجديد الخطاب الديني، فأي دين يريدون تجديده؟!

فإذا كنا نعني الخطاب الإسلامي، فإن الله أرسل رسوله بخطاب واحد سيظل حيًا يتفاعل به الأحياء حتى تقوم الساعة، وأرسل رسوله بخطابه في قوله سبحانه: (كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ) (الأعراف: ۲) وقوله سبحانه: (إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا)(الإسراء: ٩).

وقوله سبحانه مخاطبا رسوله الكريم: (نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ ۖ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ) (ق: ٤٥).

وقوله سبحانه مخاطبا رسوله الكريم: (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ «٤٣»وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ«٤٤») (الزخرف: ٤٣-٤٤).

وعلى أساسه سيكون الامتحان النهائي يوم القيامة وستكون الأسئلة من القرآن وعلى الإنسان أن تكون إجابته من آياته البينات، فمن اتبع كتاب الله وتدبر آياته والتزم بتشريعاته، وطبق عظاته ومارس أخلاقياته فستكون إجاباته مقبولة ويصبح من أصحاب جنات النعيم وأما من اتبع ما قاله فلان من شيخ وإمام وفقيه وعلام، واعتمد على روايات الأنام فقد ضل الطريق، وسقوطه مؤكد في الامتحان يساق حينها إلى سقر وبئس المقر فقد خسر الدنيا والآخرة.

ذلك هو الخطاب الوحيد القرآن الكريم الذي أنزله الله على رسوله ليبلغه للناس وينذر من يهجر كتابه عذاب يوم الحساب، ورحمة بعباده فقد بين لهم الطريق المستقيم الذي لا يضلون بعده.

وقد دعاهم في كتابه للعمل الصالح والتراحم بينهم والتعاون فيما ينفعهم، وأن يحكموا بالعدل والإنصاف حتى لا يظلم بعضهم البعض لتتحقق الألفة والأخوة الإنسانية بينهم، ليؤسسوا مجتمعات مستقرة تستمتع بالسلام والأمان ويعيش الجميع حياة كريمة أساسها الرحمة والعدل والإحسان والحرية.

ومن أجل تلبية دعوات التصويب للخطاب الإسلامي من أجل إزالة التشويه والتحريف الذي تراكم على مبادئه السمحة بعشرات الآلاف من الروايات المزورة والإسرائيليات ولأساطير المحرفة التي شوهت رسالة الإسلام الإنسانية وزيفت حرمة الاعتداء على حقوق الإنسان الذي كرّمه الله ومنحه كل الحرية في العقيدة والسعي للرزق الحلال، وتسببت الروايات في تضليل الناس عن الإسلام وأخلاقياته السامية.

وكما وصف الله سبحانه لرسوله الكريم بقوله: (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم: ٤)، كما أن التكليف الإلهي له بنشر الرحمة بين الناس في قوله سبحانه:(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) (الأنبياء:١٠٧).

فأين الأخلاق التي يتعامل بها المسلمون غير الكراهية والحقد والقسوة وأين الرحمة عند المسلمين الذين يقتلون بعضهم بعضاً، ويعتدون على حقوق أشقائهم بمساعدة أعدائهم.

Leave A Reply

Your email address will not be published.