المفكر العربي علي محمد الشرفاء يكتب..خطباء المساجد يتساءلون: ما هي الأسباب الحقيقية التي قادت المسلمين إلى التفرق والتشتت ؟
الإجابة من كتاب الله وقرآنه ينبئ رسوله بقوله سبحانه : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾(الأنعام – ١٥٨).
وتعني الآية أنه يا محمد إن قومك خالفوك وعصوا أمري، ولم يتبعوا ما بلغتهم من كتابي وتشريعاتي ومنهاجي، ليسيروا في الحياة الدنيا على هدى، وأن يتجنبوا ما حرمته عليهم ويطيعوا أمري فلم يستمعوا لك، ولم يتخذوك قدوةً لهم، وسوف أحاسبهم يوم القيامة على هجرهم للقرآن، والتغاضي عن عظاتي ونصائحي، وحذرتهم من اتباع الشيطان فلم يسمعوا كلماتي فقد اختاروا طريقه ، وليتحملوا قرارهم ونتائجه، وقد أمرتهم بما يلي:
1- (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ) ( آل عمران: 103)
فلم يطيعوا أمري فتفرقوا شيعا وطوائف وأحزاباً ، كل حزب بما لديهم فرحون ، وأشركوا بي، وجعلوا أولياء الشيطان يستدرجونهم إلى عذابي وعقابي.
٢-:( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ (المائدة-2)
أمرتهم بالتعاون بينهم فخالفوا أمري وتعاونوا على الإثم والعدوان، أشعلوا الحروب بينهم وزادتهم الفتن اشتعالا وقتالا، فسالت الدماء البريئة بحاراوتقطعت أواصل القربى والأخوة بينهم وأصبحوا عرضة لأعدائهم يسومونهم الذل، وينهبون ثرواتهمن ويفتحون للمجرمين والعصابات أبوابهم، ويشجعون أعداءهم على أشقائهم، وهو يرون عدوهم يقتل الأطفال والنساء ن فأذلهم الله بعد ما عصوا أمره واتخذوا الشيطان حليفا.
٣- ﴿ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) (الأنفال- 46)
أمرتهم بالابتعاد عن التنازع، فلم يطيعوا ربهم، فحدث بينهم النزاع والخلاف، وسفكوا دماءهم فسقط عشرات الآلاف ضحايا البغي والطغيان، وكفرهم بالرحمن فحدث لهم الفشل واستعبدتهم الأمم وأذلتهم وربطوا أنفسهم بالعدو الذي خدعهم بالحماية والحفاظ على أوطانهم ، كما وعد الثعلب حماية الأرنب ليسهل اصطياده.
تلك هي الأسباب ومن العجب أن يتساءل خطباء المساجد، وهم يدفنون رؤوسهم في التراب كالنعام، وكأنهم لا يعلمون شيئا تصديقاً لقول الله سبحانه : (وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (النحل -١١٨)
اللهم إني بلغت اللهم فاشهد