مظاهر عناية الإسلام بالأسرة

0

مظاهر عناية الإسلام بالأسرة الترغيب بالزواج إنَّ من أعظم ما يدلُّ على عنايةِ الإسلام بالأسرة الترغيب بالزَّواج فيه من خلال عدَّة أمور، منها الأمرُ بالزَّواج، والتَّحذير من كلِّ العلاقات التي قد تجمع المرأة مع الرَّجل بغير إطارٍ شرعيٍ وخارج مظلَّة الأسرة، وقد جاء التَّحذير من الزِّنا ومن مجرد الاقتراب منه، وعدَّه الإسلام فاحشةً من الفواحش التي يجدر بالإنسان الابتعاد عنها، لقوله -تعالى-: (وَلا تَقرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبيلًا)

 وقد ظهرت عناية الإسلام بالزَّواج أيضاً من خلال التَّشريعات التَّفصيلية التي أوضحت حدود العلاقة الزَّوجية، وما للزَّوجين من حُقوق وما عليهما من واجبات، وفي هذا التَّفصيل الشَّديد دلالةٌ على مدى أهميَّة الزَّواج في الإسلام لبناء الأسرة

وقد جعل الإسلام علاقة الرَّجل بالمرأة في إطار الزَّواج آية من آياته، لقوله -سبحانه-: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)

وقطع السُّبل أمام أي علاقةٍ محرّمة لا تدخل ضمن إطار الزَّواج، وكل ما يؤدِّي إليها من التَّبرُّج، والاختلاط، وأمر بستر العَورة، وغضِّ البصر، كما وضع الإسلام أُسساً وقواعد لاختيار الشَّريك المناسب، وفي هذه الأُسس والقواعد السَّليمة التي حدّدها الإسلام والتي تُبنى عليها الأسرة ضمانٌ لاستمرار الزَّواج وبقائه، ففي اختيار الزَّوجة وجَّه النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- الرَّجل في اختيار المرأة ذات الدِّين: (تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لِمالِها ولِحَسَبِها وجَمالِها ولِدِينِها، فاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَداكَ)

ووجَّه الزَّوجة وأهلها في قُبول الرَّجل ذو الخُلق والدِّين: (إذا جاءكُم من ترضونَ دينَهُ وخلُقهُ فأنْكحوهُ، إلا تفعلوا تكن فِتنةٌ في الأرض وفسادٌ).

ولا يخفى على الإنسان الحِكم البالغة والعديدة للزَّواج، ومن أعظمها أنَّ الزَّواج سكنٌ للنُّفوس كما وصفه الله -تعالى- في كتابه الكريم، ويجد فيه الإنسان الاستقرار وراحة البال.

 كما أنَّ الزَّواج حاجةٌ فطريةٌ في الإنسان لابد من تلبيتها بالطُّرق المَشروعة، والزَّواج يعد الوسيلة المشروعة للتَّكاثر البشريِّ والإبقاء على جنس الإنسان، فلو أنَّ جميع البشرية عَزفت عن الزَّواج لانقرض الوُجود الإنساني، ولو أُبيحت العلاقة بين الرَّجل والمرأة بدون قيودٍ وضوابط لاختلطت الأنساب، فجاء الزَّواج لضمان الوجود الإنساني بالطَّريقة الصَّحيحة.

 وتجدر الإشارة إلى أنَّ الإسلام اشترط للزَّواج الشَّرعي وجود وليِّ المرأة وموافقته على الزَّواج، ووجود شهودٍ على الزَّواج، وهذا يدلُّ على أنَّ العلاقة الزَّوجية لا تشمل الزَّوج والزَّوجة فقط، بل هي علاقةٌ شاملةٌ لكلا العائلتين، وأنَّ نجاح الزَّواج أو فشله سيؤثِّر على عائلة الزَّوجة وعائلة الزَّوج وليس على الزوجين فقط

Leave A Reply

Your email address will not be published.