أفريقيا والحرب الأوكرانية.. آثار اقتصادية عابرة للحدود.. قفزة فى أسعار المحروقات غرب ووسط القارة السمراء
لم تكن يوما القارة الأفريقية بمنأى عن تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية التى أثرت على الأسعار عالميا، لاسيما اسعار المواد الغذائية والمحروقات، وتشير تقارير إلى أن الاقتصادايات الأفريقية تأثرت بشدة جراء الأزمة، وعبر المجتمع الدولي عن قلقه من خطر حصول مجاعة، حيث تعتمد بلدان إفريقية كثيرة، بشكل كبير على واردات القمح من أوكرانيا وروسيا.
وفيما يخص المحروقات، شهدت عدة دول أفريقية مؤخرا ارتفاعا في أسعار المحروقات، بفعل تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، ما أثر على أسعار المواد الغذائية وقفا لتقرير للوكالة الأفريقية بنا.
في دول غرب أفريقيا، كالنيجر ومالي والسنغال وبوركينا فاسو، وحتى بعض دول وسط القارة السمراء، ككينيا وأوغندا وجمهورية أفريقيا الوسطى، شهدت أسعار المحروقات ارتفاعا، وفي بعض الأحيان ندرة في البنزين والوقود لدى محطات التوزيع.
وفي بوركينا فاسو أعلنت الحكومة الأسبوع الماضي، زيادة أسعار المحروقات ب 100 فرنك غرب أفريقي (0،16 دولار)، أما في مالي المجاورة فشهدت العاصمة باماكو ومدن أخرى الأسبوع الماضي، ندرة في المحروقات، بعد إضراب بعض الموزعين.
وتسببت ندرة المحروقات في مالي في انقطاعات متواصلة للكهرباء في لعاصمة باماكو، قبل أن ترسل غينيا عشرات الشاحنات لتخفيف الأزمة التي يقول الماليون إن عقوبات المجموعة الاقتصادية لجول غرب أفريقيا عمقتها.
أما في التوجو فواجه قرار السلطات زيادة أسعار المحروقات غضب السكان، الذين أظهروا تذمرا من الزيادة الأخيرة بعد أن وصل سعر ليتر الوقود إلى 625 فرنكا.
ووفقا لتقرير الوكالة الأفريقية، فإن السنغال هي الأخرى لم تكن في منأى عن تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، ففي نهاية الشهر الماضي، أعلنت الشركة المسيرة لمطار داكار الدولي عن عجز في توفير وقود الطائرات، مشيرة إلى أن ذلك سيستمر لأسبوعين على الأقل.
وحتى نيجيريا إحدى أكبر الدول الأفريقية المنتجة للنفط، وعضو في أوبك، فأعلنت شركات الطيران تعليق الرحلات الداخلية بسبب ارتفاع أسعار الكيروسين.
وتسببت العقوبات المفروضة على روسيا إحدى أكبر الدول المنتجة للنفط بعد الصراع الروسي الأوكراني، في ندرة في المحروقات وارتفاع كبير في أسعارها في العالم.
وتواجه بعض الدول الأفريقية إلى جانب مشكل توريد المحروقات، مشكل سعة التخزين، حيث تصل في مالي إلى 40 ألف ميتر مكعب، وفي غينيا إلى 60 أف ميتر مكعب، في وقت يتزايد فيه الطلب على هذه المادة الحيوية.
وفي مواجة الارتفاع العالمي لأسعرا المحروقات، اتخذت دول أخرى كموريتانيا إجراءات لإبقاء أسعار المحروقات على ما هي عليه، من خلال دعم الأسعار
فيما طلب الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، السنغالي ماكي سال، من المستشار الألماني أولاف شولتس مساعدة برلين في مواجهة آثار الحرب في أوكرانيا على القارّة الإفريقية.
وقال سال أمس خلال مؤتمر صحفى مشكرت مع المستشار الألمانى مستشار الألماني أولاف شولتس”بصفتي الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، عبّرتُ للمستشار عن مخاوفنا الجادة بشأن تأثير الحرب على بلداننا، البلدان الإفريقية، والارتفاع العام في الأسعار والنقص” في المواد.
وبالنسبة للمواد الغذائية، حذّر فى السابق مسؤولان في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من أن إفريقيا تواجه أزمة “غير مسبوقة” بسبب الحرب، خصوصا مع ارتفاع أسعار الوقود. وبقاء أسعار المواد الغذائية عند أعلى معدلاتها.
وفى تصريحات سابقة قالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة أهونا إيزياكونوا أن “بعض البلدان الإفريقية يستورد ما يصل إلى 80% من القمح من روسيا وأوكرانيا. مع الاضطرابات التي تحدث الآن، هناك حالة طوارئ بصدد التشكل. ولفتت المسؤولة إلى معدلات اقتراض شديدة الارتفاع لدول إفريقية. وأضافت أهونا إيزياكونوا “إنها أعلى من أي مكان آخر في العالم.
ومن حيث الديون، هناك عدد من البلدان التي تعاني أصلا ضائقة”، مشيرة خصوصا إلى غانا المثقلة بالديون. وحضّت “المؤسسات المتعددة الطرف على بذل جهد جدي للتفكير في سيناريو إعادة هيكلة الديون”.