المفسدون في الأرض..بقلم المفكر العربي علي محمد الشرفاء

0

استطاعت الروايات المزورة على الرسول أن تتغلغل سمومها فى عقول أكثر الجاهلين بمعرفة دينهم، واتبعوا أقوال المحرفين لكلام الحق الذى يدعو الناس للرحمة والعدل والإحسان، وحرية العقيدة، ولَم يعين رسولا ولا نبيا وكيلا عنهم فى الحياة الدنيا، حين يقول لرسوله (لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ)( سورة الغاشية:22) وقوله سبحانه وتعالى (رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ ۖ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ ۚ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا) ( الإسراء: 54) .

فمن كلف اولئك الجهلة القاسية قلوبهم المتوحشة نفوسهم الذين يكفرون الناس ويقتلون الأبرياء؟! بأي حق يقتلون؟! والله حرم قتل النفس إلا بالحق! وبأي شيء يؤمنون ولأي دين ينتسبون؟!

 فليس ما يؤمنون به من الإسلام.. والله سبحانه دعوته للأنام رحمة وإحسان، يصف رسوله بقوله (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) ( سورة الأنبياء: 107) ذلك نبي الإسلام وتلك رسالته فمن يتبع القتلة وأي رسول به يؤمنون؟

إنهم لا يفقهون بل إنهم مخدوعون بشيوخ الدين، عملاء صهيون لنشر الفتنة والإضرار بالمسلمين..إن الجهاد قاعدته فى الكتاب الكريم قوله سبحانه: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) ( سورة البقرة: 190) فكيف يستقيم السلوك الدموي الذي به يقتلون النفوس الزكية, والله يأمر بعدم الاعتداء على الناس، والله يأمر بقتال المعتدين دفاعا عن العرض والأرض والنفس، والله حدد فى كتابه الكريم إحدى قواعد الإسلام فى قوله سبحانه موجها خطابه لكل إنسان:( وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) ( سورة القصص: 77)

تلك مبادئ الإسلام فمن أين استقوا دينهم الذى لا يمت بصلة لرسالة الإسلام التى أنزلها الله على رسوله الكريم؟!

 إذن جهادهم المزعوم من أجل أي دين يجاهدون، بينما دين الإسلام الذي تضمنته آيات القرآن الكريم والله سبحانه وعد بحفظ قرآنه حتى قيام الساعة فى قوله تعالى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) ( الحجر: 9)

 فهل بعد هذه الآية يحتاج الإسلام الذي حفظه؟! إلى من يحميه؟! وكلماته باقية إلى يوم القيامةـ فالله يكره المعتدين ويدعو المسلمين لمحاربتهم، لأنهم يحاربون الله ورسوله هم وأئمتهم وسيصلون نار جهنم وبئس المصير والله يحذرهم بقوله (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) ( المائدة: 33).

إن محاربتهم تبدأ من الجامعات الدينية والمعاهد الإسلامية بتنقية مناهجها بواسطة لجنة عليا من علماء اللغة والاجتماع وكبار الكتاب وشيوخ القضاة وكبار المحامين، لحذف كل ما يسيء لدين الاسلام  في مناهجهم من تحريض على القتل،  ومن نشر الفتن وخطاب الكراهية، وكل ما يسبب توحش النفوس واغتيال العقل، وكل ما يحث على الجهادـ حيث فى العصر الحاضر تتحمل الدول مسئولية حماية الأوطان بجيوشها المدربة، والقادرة على ردع المعتدين، أما الإسلام فليس فى حاجة لمن يحميه فقد تكفل الله سبحانه باستمراره حتى قيام الساعة!

Leave A Reply

Your email address will not be published.