عقيدة الإخوان التكفير والتفجير..الحلقة العاشرة من الجزء الثاني من كتاب ومضات علي الطريق للمفكر العربي علي محمد الشرفاء

0

أعزاءنا القراء من جديد نواصل معكم نشر الجزء الثاني من كتاب ومضات علي الطريق، وهو عبارة عن مقترحات لتصويب الخطاب الإسلامي للمفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي، وفي الحلقة العاشرة يتحدث المؤلف عن  عقيدة الإخوان التكفير والتفجير ساردا ومفصلا لتاريخ نشأة الجماعة وكيف قام البريطانيون بدعمها والهدف منه وساردا العديد والعديد من العمليات الإرهابية التي قامت بها مشيرا إلى  أنها شكلت طابورًا خامسًا في الدول العربية، لتوظيفها في خدمة المصالح البريطانية والأمريكية، وأنها امتداد لفرقة (الخوارج) التي ظهرت قبل أربعة عشر قرنًا ، حيث اتخذت لنفسها عقيدة بأنهم «الفرقة الناجية» وغيرهم كَفَرة، وقد وَجَب قتل الكُفَّار شرعًا. كما تأسست جماعة الإخوان لإسقاط الأنظمة وتشويه رسالة الإسلام السامية التي أساسها الرحمة والعدل والحرية والسلام, وإلى نص ما كتب المؤلف.

عقيدة الإخوان التكفير والتفجير

رصد (علي محمد الشرفاء الحمادي، المفكر الإسلامي، تاريخ العلاقة السرية بين جماعة الإخوان وأجهزة مخابرات بريطانيا – وأمريكا» وخيانة الجماعة للدول العربية.

وأشار «الشرفاء» في بحث مُطوَّل حَمَل عنوان «جماعة الإخوان وعمالتها للمخابرات البريطانية والأمريكية» إلى أنَّ أجهزة الاستخبارات استخدمت الجماعة لتنفيذ أغراضها داخل الدول العربية، وقد جاء نص البحث كالتالي:

إنَّه منذ تأسست الجماعة في عام 1928 على يد (حسن البنا)، المؤسس لها ورعاية المخابرات البريطانية لها بالدعم المالي وتوظيف الشعار الإسلامي غِطاء لأعمالها لاستقطاب المريدين والأتباع والتغرير بهم لخدمة الأهداف لصهيونية التي تتبناها ( بريطانيا ) و (الولايات المتحدة الأمريكية)، لقد كان الهدف الرئيسي لبريطانيا وأمريكا مواجهة المد الوطني والقومي الذي اتخذ شعار «الحرية والاستقلال عن الاستعمار وتحرير مصر من القيود الاستعمارية التي فرضها المستعمرون مِنْ أجل السيطرة على العالم العربي، ونهب ثرواته واستعباد شعوبه، لتسخير مقدراتهم في خدمة المشروع الصهيوني، ولتحقيق تلك المهمة القذرة وجدت المخابرات الأمريكية) في جماعة الإخوان قوة مترابطة وتنظيم مُتماسك، اعتمد فلسفة الماسونية طريقًا لبناء منظومتهم، فقررت الولايات المتحدة الأمريكية) توظيف جماعة الإخوان لتنفيذ أجندتها في العالم العربي، ليتحقق لها السيطرة الكاملة على ثرواته، وجنَّدت المخابرات الأمريكية «سعيد رمضان»، نسيب ( حسن البنا وأحد القيادات الرئيسية لجماعة الإخوان، وأطلقت عليه عميلا في السي آي أيه» وقد ساعدته أمريكا في محاولة الانقلاب على الرئيس الراحل جمال عبد الناصر )، كما تَمَّ الاعتماد على الجماعة في توظيفهم في الحرب الأمريكية ضد الاتحاد السوفيتي) في أفغانستان تحت شعار الجهاد في مواجهة الشيوعية (الملحدة، وأفرزت عديدًا من الفِرَق الضَّالة والإرهابية مثل: (القاعدة والتكفير والهجرة) الذين اتخذوا من الإسلام شِعارًا لقتل الأبرياء ترويعًا، واستباحةً لحقوق الناس، وأكل الأموال بالباطل، وإثارة الفوضى في الوطن العربي، لتكون طريقًا لإسقاط الأنظمة وانهيار الدولة بدعم لا محدود من أجهزة المخابرات الأمريكية التي تصب في النهاية في مصلحة الصهاينة ودولة إسرائيل ليتحقق حلمها، لتمتد من النيل إلى الفرات.

وتم الاتفاق بين جماعة الإخوان وإدارة المخابرات البريطانية) في مصر عند تأسيسها بتنفيذ المهمات التالية:

(1) تنفيذ الأجندة الاستعمارية البريطانية في مصر، ومقاومة كل الوطنيين والقوميين الذين يدفعون الوطن نحو الديمقراطية والحرية، وتأسيس دولة المؤسسات والقانون، ومطالبة المستعمر البريطاني بالجلاء عن الدولة المصرية.

(2) أنْ تُنشئ جهاز مخابرات تحت اسم (الجهاز السري)، حيث تم تكليفهم من ‪)المخابرات البريطانية) بجمع المعلومات عن السفارات الأجنبية في مصر ومعلومات عن المنشآت العسكرية المصرية، وكل ما يمت بصلة لتوجهات القوات المسلحة المصرية).

(3) تنفيذ عمليات الاغتيال لكل من يقف ضد منهج الإخوان، وتصفية القيادات السياسية التي تتعارض مع توجهات سياسة جماعة الإخوان.

(4) السيطرة على الاقتصاد والشركات والحركة التجارية والنقابات المهنية، والتغلغل في المناصب الحساسة في الأجهزة الحكومية، لتوجيه سياسة الدولة في خدمة مصالحهم الدنيئة لإحكام سيطرتهم على القرارات الإدارية الحكومية، لتخدم سياستهم في تنفيذ أجندتهم السياسية.

وفي صيف 1953 استقبل الرئيس ( أيزنهاور) في «البيت الأبيض» (سعيد (رمضان) ، المسئول العسكري والأيدلوجي، ومنذ تلك اللحظة اعتبرت الولايات المتحدة الأمريكية جماعة الإخوان حليفًا مُعتمدًا لها في العالم العربي، لتوظيف التناقُض الأيديولوجي بين الفكر الإسلامي والنظرية الشيوعية في خدمة المساعي الأمريكية في تحطيم الإتحاد السوفيتي، باستخدام فكرها الجهادي ضدَّ الشيوعية وخدمة أهدافها الاستعمارية في أفغانستان.

وتتلخص مواقف (جماعة الإخوان فيما يلي:

(1) عقيدة الإخوان أنَّ المجتمع المسلم في مصر وغيرها من الوطن العربي يعيشون في جاهلية، وهو مجتمع كافر ولذلك استغلوا المساجد لنَشْر دعوتهم الباطلة باستقطاب الشباب، وتوسيع قاعدة المنتمين لجماعة الإخوان في مختلف المحافظات، بتخطيط جهنمي لتمكينهم من التغلغُل في الأجهزة الحكومية لخدمة أهدافهم السياسية والاقتصادية، والسيطرة على مقدرات الحُكْم في (جمهورية مصر العربية).

(2) ساهَمَ إنشاء بنك فيصل الإسلامي في مصر 1976 في تعزيز طاقة الجماعة، وكان من بين أعضاء مجلس إدارته «يوسف القرضاوي»

و«عبد اللطيف الشريف» «ويوسف ندا»، حيث تم توجيه سياسته في دعم الإخوان ليس في مصر فحسب، وإنما في كل المنطقة العربية ومِنْ ضمن أشهر المؤسسين لبنك فيصل الإسلامي الشيخ الضرير «عمر عبد الرحمن»، الذي يُعتبر المرشد الروحي للجهاد، حيث ساعد المخابرات الأمريكية في تجنيد الشباب العربي للعمل لمحاربة الاتحاد السوفيتي لصالح الأهداف الأمريكية في (أفغانستان) حيث تمَّ إنشاء منظمة القاعدة).

(3) أصبح الشيخ (يوسف القرضاوي) أحد زعماء الإخوان، يُصدِر فتاوى القتل ويشجع الانتحاريين بتفجير أنفسهم ، وقتل المدنيين الأبرياء في العراق أثناء الغزو الأمريكي من موقعه كمرجع أعلى في المسائل الدينية والشرعية للجماعة.

(٤) انطلقت جهود (إسرائيل والأردن) في دَعْم الإخوان في أواخر السبعينيات، وكانوا أيضا يتلقون الدعم المالي من المخابرات الأمريكية في تأليب الإخوان في (دمشق)، لإثارة القلاقل وتحدي النظام والتحريض على إسقاط الحكومة السورية تنفيذا للأجندة الصهيونية.

(5) التعاون مع (المعارضة (الإيرانية أيام حُكْم (الشاه)، حيث بدأت العلاقة في بداية سنة 1936 أثناء زيارة (سيد روح الله مصطفى الموسوي الخميني إلى مقر جماعة الإخوان في مصر، وعقد لقاء خاص مع (حسن البنا المرشد الأول لجماعة الإخوان.

كما زار (أحمدي نجاد) القاهرة بدعوة «محمد مرسي» أثناء حُكْم الإخوان في مصر، وزيارة مرسي ) لطهران عام 2012 للمشاركة في (مؤتمر عدم الانحياز) دليل على الصلة الوثيقة بين قادة الثورة الإيرانية والإخوان ، كما طلبت حكومة الإخوان سِرًا المساعدة من (إيران) لتعزيز قبضتها على السُلطة ، وتمَّ لقاء سِرِّي بين «عصام الحداد» مستشار (مرسي) ومدير المخابرات الإيرانية الذي زار القاهرة سِرًا سنة 2013.

(6) لقد تم برعاية قطرية إيرانية وشَرَاكة الإخوان السوريين والفصائل المقاتلة فَرْض التهجير القسري، مِنْ مُدن وبلدان (سوريه) كثيرة واشتهر ما عُرِفَ باتفاق (المدن الأربع)، الذي تزامن مع الزيارة السِرّية لوزير خارجية (قطر) لبغداد ولقائه (بقاسم سليماني)، فقد تقاربت طهران والإخوان واتفقوا على التعاون معًا ضمن إستراتيجية مشتركة في (سوريا).

(7) كان موقف الإخوان أثناء الحرب العراقية الإيرانية مُتعاطفًا مع إيران، بوصفها صاحبة الحق في نَشْر الإسلام وفَتْح البلدان انتصارًا لله والمؤمنين مُقابل الكُفَّار والطواغيت، لتحقيق الحق والعدل في الأرض وعمارتها وفق منهج الله ورسوله . (منقول من دراسة الباحث الأكاديمي (د. يوسف ربابعة) المتخصص في الدراسات الدينية).

في حوار مع ( صحيفة السياسة الكويتية في عددها رقم 122113 بتاريخ 23 نوفمبر 2002 ، صرَّح فيها الأمير الراحل (نايف بن عبد العزيز، وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية)، بما يلي: (جماعة الإخوان أصل البلاء، كل مشاكلنا وإفرازاتنا جاءت من جماعة الإخوان الذين خَلَقوا هذه التيارات وأشاعوا هذه الأفكار).

(9) هروب أسامة بن لادن إلى (السودان) التي كان يحكمها آنذاك (الإخوان المسلمون تحت سيطرة (حسن الترابي)، حيث بدأ ومن هناك هجوم (بن لادن) على السعودية وتوفير الرعاية الكاملة له ولأعوانه.

(10) أعلنت وزارة الداخلية المصرية) بتاريخ 16 إبريل 2017، ضبطها ألغاما أرضية وقنابل يدوية ، مدونا عليها عبارات بالفارسية، وقد تم ضَبْط 13 عنصرًا مِنْ جماعة الإخوان، لتؤكد هذه الحادثة إستمرار إيران بدعمهم بالسلاح والعتاد لتنفيذ خُطَط إرهابية، والقيام باغتيالات المسئولين الأبرياء من أبناء الشعب المصري.

(11) منذُ فَشَل محاولات الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وانقلابه على والده ليفرض حضوره كزعيم عربي أو إسلامي أو خليجي، أصبحت (قطر) سببًا في إضعاف (مجلس التعاون الخليجي)، حيث اعتمد اعتمادًا كُليًا على تبني سياسة الإخوان، وإمكانية توظيفهم في السيطرة على الدول العربية، لتواجدهم في تنظيمات قادرة على التحريض على الأنظمة وإسقاطها ، وأهمها (جمهورية مصر العربية)، التي ستكون رمانة الميزان والقاعدة التي تنطلق منها (الدوحة) لتحقيق سيطرتها على الدول العربية المجاورة لمصر مثل: (ليبيا) وتونس والمغرب العربي في تحقيق أهداف (حمد) في الزعامة الوهمية.

وقد استطاع بِدَعْم الإخوان زعزعة النظام في مصر وسيطرة الإخوان على الحُكم فيها، ولكن بعد سنة فقط سقط (حمد بن خليفة) وسقط (المرشد) ، على وَقْع أقدام القوات المسلحة بدعم الشعب المصري في 30 يونيه. وتبخّر الحُلم وبسقوط حكم جماعة الإخوان، تم إسدال الفصل الأخير على أهدافهم الشريرة وما ارتكبوه مِنْ جرائم في حق الوطن العربي.

أصبحت دولة قطر القاعدة الرئيسية لهم تمدهم بالدعم المالي والإعلامي والغطاء السياسي لتكون الجماعة اليد الطولى في أماكن تواجدها في العالم الإسلامي، لينفذوا طموحات دويلة صغيرة حباها الله بالثروة العظيمة.

ووفقًا لنظرية الإشباع لم تكتفِ نفوس الحاكمين في الدوحة بما أفاء الله عليهم من خيرات، حيث وجدوا أنفسهم تنقصهم المكانة المرموقة أمام دول العالم، ولذلك استخدموا جماعة الإخوان للسيطرة على الدول العربية وتشجيعهم لقلب الأنظمة الحاكمة والتعاون الوثيق مع الولايات المتحدة الأمريكية) لتنفيذ أجندتها لتحقيق أمن دولة إسرائيل من خلال تقسيم العالم العربي إلى دويلات صغيرة تحافظ على الوجود الإسرائيلي، كي ينمو ويتوسع دون تهديد لأمنها.

وقد اشتركت جماعة الإخوان أثناء ما يسمى بالربيع العربي في تنفيذ نظرية الثورة الخلاقة، وفق الأجندة الأمريكية ومساعدة بعض الدول العربية وأهمها (قطر) لتحقيق الهدف الصهيوني بأموال العرب، وتدمير أوطانهم وإسالة دمائهم وتدمير مدنهم وقراهم وتشريد نسائهم وأطفالهم، كما حَدَتْ في العراق وسوريا ومصر، حيث استطاع الشعب المصري إفشال المخطط الأمريكي الصهيوني القطري في تنصيب جماعة الإخوان لحُكْم مصر.

إنَّ جماعة الإخوان استطاعت أن تنتشر كالسرطان في جسم الأمة العربية وبعض الدول الإسلامية، لتستكمل إحدى حلقات التآمر على رسالة الإسلام وتوظيف شعار الإسلام البرّاق ، الذي يؤسس لقيام مجتمعات أساسها الرحمة والعدل والحرية والسلام، استطاعوا به إغراء الناس في اتباع منهجهم الشيطاني الذي كشَّر عن أنيابه في مأساة الربيع العربي، وتفرع من جماعة الإخوان عشرات الفِرَق الضَّالة التي تتخذ من الإسلام شعاراً، ومن الباطل أفعالًا ومن الشيطان كل وسائل الإجرام، اغتيالا للأبرياء وسرقة البسطاء واستباحة الأوطان، باءوا بغضب الله وانتقامه في الدنيا والآخرة.

الخلاصة:

إنَّ هدف تأسيس جماعة الإخوان مِنْ قِبَل المخابرات البريطانية) وإستمرار تعاونها مع المخابرات الأمريكية شكلت طابورًا خامسًا في الدول العربية، لتوظيفها في خدمة المصالح البريطانية والأمريكية، التي ستؤدي إلى تحقيق أهداف إسرائيل بإنشاء حلمهم التاريخي، وانبثقت منه عدة فرق إرهابية اتخذت الإغتيالات وقتل الأبرياء وإرهاب الناس جهارًا لخَلْق الفَزَع ونشر الفوضى في المجتمعات العربية، لتؤدي لإسقاط الأنظمة تنفيذًا للمخططات الأمريكية الصهيونية لتتبنى نظرية الفوضى الخلاقة التي تركت خلفها الدم والدمار وسُقوط الأبرياء، فهم امتداد لفرقة (الخوارج) التي ظهرت قبل أربعة عشر قرنًا ، حيث اتخذت لنفسها عقيدة بأنهم «الفرقة الناجية» وغيرهم كَفَرة، وقد وَجَب قتل الكُفَّار شرعًا.

وهكذا تتضح الحقيقة للأهداف الشريرة التي تأسست من أجل تنفيذها جماعة الإخوان لإسقاط الأنظمة وتشويه رسالة الإسلام السامية التي أساسها الرحمة والعدل والحرية والسلام.

Leave A Reply

Your email address will not be published.