كابوس الاحتلال ومهد الانتفاضة الأولى.. ماذا نعرف عن حي الشجاعية؟
وكالات
تصدر اسم “حي الشجاعية”، عناوين الصحف العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي على مدى اليومين الماضيين، بعد أن مُني جيش الاحتلال الإسرائيلي بضربة قاصمة قبل يومين، لتسقط حصيلة من القتلى وصفت بأنها الأقسى منذ بدء الهجوم البري على قطاع غزة، وهو ما علق عليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قائلًا “ما حدث كان صعبًا جدًا”.
كمين محكم لكتائب القسام، تسبب في مقتل 9 جنود وإصابة آخرين بجروح خطيرة، جميعهم من “لواء جولاني”، الذي تكبد خسائر فادحة في نفس البقعة عام 2014، وهو الكمين الذي وصفه قائد لواء جولاني العقيد يائير بلاي بأنه كان ضربة مؤلمة، فيما وصفه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي بأنه كان من نوع “صعب وخطير”.
وعن تفاصيل الكمين، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إنه عند الثالثة والنصف عصرًا، بدأ دخول مجموعة من وحدة 669 إلى مجمع من 3 مبان مجاورة في ساحة من اتجاهين، ثم تم تفجير قنبلة مضادة للأفراد، ثم أمطر الجنود وابل ببنادق M-16، وقنابل يدوية أطلقها مقاتلو المقاومة الفلسطينية، ما أسفر عن إصابة الضباط الأربعة مباشرة.
وخلال محاولة الجيش الإسرائيلي لإنقاذ المصابين، واصل مقاتلو حماس إطلاق النار، لتتعرض المجموعة الثانية التي يقودها تومر جرينبيرج “قائد الكتيبة 13 بلواء جولاني، لتفجير 3 عبوات ناسفة قتلت وأصابت 15 ضابطا وجنديا آخرين.
حي الشجاعية
يقع حي الشجاعية إلى الشرق مباشرة من المدينة التَلِّيَّة القديمة، ويضم حي الشجاعية 4 مناطق سكنية، عدد سكانها نحو 54 ألف نسمة (عام 2015)، والتركمان الشرقية، وتتميز بأراضيها الزراعية ولا يوجد فيها الكثير من المباني.
يضم حي الشجاعية كذلك منطقة الجديدة، ومساحتها 2760 دونمًا (الدونم يعادل 1000 متر مربع)، وبلغ عدد سكانها نحو 57 ألف نسمة (عام 2015)، والجديدة الشرقية ومساحتها 4950 دونمًا.
بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، بُني حي الشجاعية خارج أسوار مدينة غزة التلِّيَّة، وعند نهاية سفوحها، خلال عهد الأيوبيين، ويعمل معظم سكانه في صناعات خفيفة.
تعود تسمية حي الشجاعية، إلى الشهيد شجاع الدين الكردي، الذي استشهد في إحدى المعارك بين الأيوبيين والصليبيين سنة 637 هجري/1239 ميلادي، وهي المعركة التي انتهت بانتصار المسلمين، وكانت بعد معركة حطين.
يتميز الحي بأنه منطقة تجارية، بها العديد من الأشكال التجارية والورش، وبه أكبر سوق مخصص للملابس والسلع المنزلية.
يتميز حي الشجاعية كذلك، بأنه يقع عند مدخل الحي من المدينة القديمة، ومن أهم أسواقه أيضا سوق الجمعة الذي يوجد به “سوق الحلال” الذي يرتاده تجار الأغنام والأبقار”.
تحول اسم حي الشجاعية إلى كابوس لجيش الاحتلال، يمكن وصفه فيما عبر عنه تومر جرينبيرج، قائد الكيتبة 13 بولاء جولاني، عندما قال إنهم يتشوقون للوصول إليه: مضيفًا: “نحن لدينا عمل غير مكتمل، معهم منذ 2014 في مكان يسمى الشجاعية”، لكن هذا الضابط قتل قبل أيام، في كمين محكم بحي الشجاعية.
كان حي الشجاعية شاهدًا على اندلاع شرارة الانتفاضة الأولى عام 1987، ما أسفر عن مقتل ضباط إسرائيليين واستشهاد 4 من رجال المقاومة، وهي الذكرى التي يحتفي الفلسطينيون بهذه المعركة ويخلدون ذكراها وقد أطلقوا عليها “معركة الشجاعية”.
وفي عام 2014، شهد المخيم، وقوع قوة من لواء جولاني، في كمين محكم بالحي، تحول فيه 16 جنديا وضابطًا لأشلاء، وتم أسر أحدهم.
بالحي عدة مساجد تاريخية؛ منها جامع أحمد بن عثمان أو “الجامع الكبير” بالمدينة القديمة، وقبر أحد مماليك السلطان برقوق، ويدعى “يلخجا”، ومساجد “الهواشي” و”السيدة رقية” و”على بن مروان”، وفيه مقبرتا الحرب العالمية الأولى و”التونسي”. كما يوجد به قبر يقال إنه لـ”شمشون الجبار” الشهير.