في اليوم العالمي لمواجهة العنف ضد المرأة.. سيدات غزة يبحثن عن الأمان

0

وكالات

لا تزال قضية العنف ضد المرأة تشغل العالم أجمع، إذ يعد من أكثر انتهاكات حقوق الإنسان شيوعًا، ويشكل حاجزًا في سبيل تحقيق المساواة والتنمية والسلام، وتشير التقديرات إلى أن نحو 736 مليون امرأة على مستوى العالم، تتعرض للعنف الجسدي أو الجنسي مرة واحدة على الأقل في حياتها.

وخصصت الأمم المتحدة 25 نوفمبر من كل عام، يومًا دوليًا للقضاء على العنف ضد المرأة، والذي وافق تسجيل عملية قتل وحشية تعرض لها ثلاثة فتيات شقيقات في عام 1960، في حادثة أثارت غضب الرأي العام، ووجدت فيها الأمم المتحدة رمزًا لتجسيد العنف ضد المرأة، فيما يتزامن هذا العام باعتداءات مكثفة من قبل الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، وكانت النساء الأكثر تعرضًا للعنف وتداعياته.

ورغم إقرار هدنة مؤقتة لأربعة أيام، أثمرت عن الإفراج عن بعضهن، لكنهن أيضًا بحالة صحية غير مستقرة، ومنهن من يعانين أمراضًا عصبية ونفسية بسبب ما تعرضن له داخل سجون الاحتلال من انتهاكات لحقوقهن، فيما لا تزال الكثيرات منهن خلف قضبان المعتقلات الإسرائيلية.

وفي السياق، كانت الأمم المتحدة قالت إن الوضع الصحي في قطاع غزة مأسوي، وفي إحصائية لها أكدت أن نحو 50 ألفًا من السيدات الحوامل، واللائي من المحتمل أن تجرى لهن أكثر من 160 حالة ولادة على الطريقة غير الآمنة، بسبب نقص الوقود والأدوية.

علا أبو عوالي، إحدى السيدات اللاتي وضعنّ مولودهن بهذه الطريقة، في الوقت الذي خرج فيه الصغير إلى الدنيا يعاني من نقص الطعام وحليب الأطفال والمياه، وغيرها الكثير من النساء يواجهن خطر الولادة غير الآمنة.

وفي اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، ما زالت نساء العالم عبر دول ومناطق مختلفة تواجه مشكلة يومية وأزمة تتضح خطورتها من أنها لا تتوقف عند مكان واحد، فمن المنزل إلى بيئة العمل وأيضًا عبر الإنترنت، خصوصا أنه حسب تقرير لمنظمة الأمم المتحدة، ليست هناك موارد مالية كافية لمواجهة المشكلة، إذ يتم تخصيص 5% فقط من المساعدات الحكومية العالمية لمكافحة العنف ضد المرأة، فيما يتم استثمار أقل من 0.2% للوقاية منه، وهو أمر مثير للقلق، بحسب الخبراء.

تزداد الأزمة تفاقمًا، مع الإحصائيات التي تؤكد أن العنف ضد المرأة يبدأ مبكرًا، إذ إن ما يقرب من 1 من كل 4 مراهقات تتراوح أعمارهن بين 15 و19 عامًا يتعرضن للعنف البدني أو الجنسي على أيدى أزواجهن.

استطلاعات الرأي والأبحاث العالمية حول العنف ضد المرأة تكشف نتائج صادمة، إذ أظهر استطلاع عبر الإنترنت لحساب منظمة الإغاثة Plan International Germany”، أن أكثر من ثلث الرجال في ألمانيا يرون أن العنف ضد المرأة “مقبول”، وبحسب تحليل أجرته منظمة الصحة العالمية، تعرضت واحدة من كل ثلاث نساء في العالم، لعنف جسدي أو جنسي خلال حياتهن، وأنه رغم كل الجهود الهادفة إلى القضاء على العنف ضد المرأةـ، لم يتغير عدد النساء اللواتي تعرضن للعنف كثيرا منذ آخر دراسة أجرتها المنظمة على مستوى العالم عام 2013.

Leave A Reply

Your email address will not be published.