“شرعة الله ومنهاجه” كتاب جديد للمفكر العربي علي محمد الشرفاء

0

صدر حديثًا ، كتاب جديد بعنوان “شرعة الله ومنهاجه “، للكاتب والمفكر العربي على محمد الشرفاء الحمادي عن دار رسالة السلام ويقول الكاتب في مقدمته : خاطب الله سبحانه رسوله في الذكر الحكيم عند تكليف الرسول بحمل رسالته التي تضمتتها الآيات للناس بقوله: (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44) (الزخرف: 44-43).

ما الذي سيسأل الله عنه الإنسان يوم الحساب؟ هل سيكون السؤال ماذا تعرف عن خلق السماوات والأرض؟ أم كيف خلق الله الإنسان؟ أم كيف كان تاريخ السابقين؟

والعبر التي يستفيد منها الإنسان أو ما علمه الله من مشاهد يوم القيامة؛ أو دوران الشمس والقمر وعلوم الفلك؛ أو حركة الكواكب والمحيطات والبحار؛ وما تحويه من نعم الله من لآلئ وأسماك ومرجان؛ أو عما تحدثت عنه آيات القرآن عن مشيئة لله وقدرته في عقابه ورحمته؛ وعن عفوه وغضبه أو ما أخبر عنه القرآن من أخبار الأمم التي سادت ثم بادت؛ كما ذكر عن الأنبياء والمرسلين من نوح حتى خاتم النبيين محمد الأمين؛ أم ما تحدثت به الآيات عن محاسبة الكافرين وجزاء المؤمنين من جنات النعيم؛ وما تحدث عنه القرآن عن صبر الأنبياء وجزاء الصابرين؛ وما بيّن عن رزقه ونعمه للناس أجمعين, وما أخبر القرآن عن مواقف المنافقين وحسابهم يوم الدين؛ وما تحدث به عن الظالمين وحذر الطغاة والمجرمين من عذابهم في الجحيم وما أخبر به الذكر الحكيم عن الصراع بين الخير والشر ودعوة الناس للعمل والتعمير وحماية الآمنين؛ وحذر الله الناس من التتنازع بينهم حتى لا يكونوا فاشلين؛ وتحدث عن العدل والرحمة ونشر السلام بين الناس أجمعين.

وتحدث القرآن أيضاً عن زينة الحياة وغرورها وحذرالمتكبرين؛ وتحدث عن علامات الساعة وأشراطهاء ووصف صور البراكين والبحار إذا سجّرت والسماء إذا انفطرت وأتت بدخان مبين.

ووصف الله يوم القيامة بقول (إِذَا ٱلشَّمۡسُ كُوِّرَتۡ (1) وَإِذَا ٱلنُّجُومُ ٱنكَدَرَتۡ (2) وَإِذَا ٱلۡجِبَالُ سُيِّرَتۡ (3) وَإِذَا ٱلۡعِشَارُ عُطِّلَتۡ (4) وَإِذَا ٱلۡوُحُوشُ حُشِرَتۡ (5) وَإِذَا ٱلۡبِحَارُ سُجِّرَتۡ (6) وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ زُوِّجَتۡ (7) وَإِذَا ٱلۡمَوۡءُۥدَةُ سُئِلَتۡ (8) بِأَيِّ ذَنۢبٖ قُتِلَتۡ (9) وَإِذَا ٱلصُّحُفُ نُشِرَتۡ (10) وَإِذَا ٱلسَّمَآءُ كُشِطَتۡ (11) وَإِذَا ٱلۡجَحِيمُ سُعِّرَتۡ (12) وَإِذَا ٱلۡجَنَّةُ أُزۡلِفَتۡ (13) عَلِمَتۡ نَفۡسٞ مَّآ أَحۡضَرَتۡ (14)(التكوير1-14).

تلك بعض مشاهد يوم القيامة يعرّف الله سبحانه الناس علاماتها؛ ويبين لهم معالم الكون وخلقه للإنسان وحياته في الدنيا يدعوه للإيمان بوحدانية الله واتباع آياته؛ وما يبلغه رسوله الأمين للناس أجمعين؛ وما يبشر به المؤمنين من خير عظيم؛ وما ينتظر الكافرين من عذاب أليم؛ فرسم للإنسان خارطة الطريق بنور كتابه ليتبعه ويطبقه في عبادته ويلتزم بعهده مع الله أن يطيعه ويتبع رسوله الأمين في تعامله مع الناس دون تفريق لعقيدة أو مذهب أو دين؛ وعلَّم الله الإنسان ما لم يعلم وبين له طريق الحق وطريق الباطل ليحصّنه من الوقوع في المعاصي والذنب العظيم.

كل تلك المعارف وغيرها كثير في القرآن الكريم يتعلمها الإنسان من رب العالمين في الكتاب المبين.

لذلك أمر الله سبحانه الإنسان؛ كي يحصن نفسه في الحياة الدنيا ويحميه يوم الحساب من العقاب؛ فيحذره استباقيا مما سيسأل الله الإنسان عنه يوم الحساب؛ حين يقف أمام الرحمن عن موضوعات الامتحان التي تضمنتها شرعة الله ومنهاجه في القرآن؛ ليستعد الإنسان للتدبر فيها ويطبقها في حياته؛ ويمارسها في سلوكه مع كل الناس؛ ويجتهد في التمسك بها بالعمل ومجاهدة النفس؛ حتى يتحقق له الفوز في الامتحان.

كل ما سبق يعرّف الله الناس من بعض علمه للناس لكي يكونوا على بينة عن الدنيا التي يعيشون فيها ويحذرهم من مكائد شيطان رجيم سوف يسعى لتضليلهم عن الطريق المستقيم ويحرضهم على ارتكاب العمل المشين؛ ليحق عليهم العقاب والعذاب يوم الدين؛ ويصرفهم عن كتابه القرآن العظيم ليسلكوا طريق النفاق والكفر والجحود بنعمة رب العالمين.

لذا يأمرهم ربهم؛ ويعظهم أن يتمسكوا بشرعة الله ومنهاجه في آيات الكتاب المبين ولا يتبعوا الشيطان وأتباعه من بني آدم الظالمين.

أما ما سوف يُسأل عنه الإنسان يوم الحساب أمام الرحمن من الأوامر التي كلفه الله باتباعها في آيات القرآن الكريم؛ لتحقق له الحياة الطيبة في أمن وسلام؛ فيوم الحساب يجازيه الله على طاعته والتزامه بتطبيق شرعته ومنهاجه في الذكر الحكيم؛ ليفوز يوم الحساب بجنّات النعيم.

وأما من انصرف عن الالتزام بتنفيذ أوامره في شريعته ولم يطبق منهاجه في معاملاته في حياته؛ فقد حق عليه أن يكون في زمرة المجرمين؛ ويساق إلى جهنم ونار الجحيم.

فليستعد الإنسان بإعادة النظر في إسلامه وعبادته وتقييم أعماله قبل أن يوافيه الأجل؛ ليصحح من سلوكه ويتوب إلى ربه نادماً يطلب منه الرحمة والمغفرة؛ وأنه لن يعود إلى أخطائه ويلتزم بعهده مع الله مادام حياً؛ ويدعو الله بكل الخشوع والمصداقية أن يقبل توبته ويعينه على حسن عبادته ولا يشرك بعبادة ربه أحدا.

يعود إلى قرآنه يتدبر آياته مع التزامه بتطبيق شرعة الله ومنهاجه؛ ويجاهد نفسه بالتمسك بشرعة الله ومنهاجه المبينة أدناه؛ ليصبح من الذين آمنوا بربهم وزادهم هدّى بطاعة الله وما بلغه لهم الرسول الأمين من آيات الذكر الحكيم.

فاستبقوا الآجال أيها المسلمون قبل أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً؛ وتمسكوا بشرعة الله ومنهاجه اللتؤن ستسألون عنهما يوم الدين؛ يوم لا شفيع ولا وسيط إلا من أتى الله بقلب سليم.

ويوم الحساب ينقسم الناس إلى فريقين: منهم فريق الكافرين الذين خالفوا أوامر الله ونقضواعهدهم مع الرحمن؛حيث سيكون جزاؤهم كما قال الله سبحانه:( وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ) (الزمر: 71).

‏ ثم جاء فريق المؤمنين الذين آمنوا بالله؛ واتبعوا قرآنه؛ وتمسكوا بشرعة الله ومنهاجه؛ وصدقوا عهدهم مع الله؛ وجاهدوا أنفسهم؛ وانتصروا على ما وسوسه الشيطان؛ واتبعوا الرسول الأمين فيما بلغهم به من آيات ربهم؛ ليعيشوا حياة طيبة في الدنيا وليجزيهم الله في الآخرة جنات النعيم؛ كما وعدهم الله سبحانه في قوله:( وَسِيقَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ رَبَّهُمۡ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ زُمَرًاۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُوهَا وَفُتِحَتۡ أَبۡوَٰبُهَا وَقَالَ لَهُمۡ خَزَنَتُهَا سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمۡ طِبۡتُمۡ فَٱدۡخُلُوهَا خَٰلِدِينَ)( (الزمر: 73).

فعلى الإنسان أن يختار بين الطريقين دون إكراه؛ وعليه أن يتحمل نتيجة قراره وهو حي يرزق في الحياة الدنيا ولا يعوّل على الصلاة والزكاة وقراءة القرآن أو الصلاة على النبي ملايين المرات فما ينتظره الله من الإنسان تطبيقاً عملياً في حياته باتباع شرعته ومنهاجه؛ والوفاء بعهد الله ولن ينفع الإنسان يوم الحساب غيرعمله؛ كما أمر الله رسوله عليه السلام أن يبلغ الناس بلسانه مايلي:( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)(الكهف:110).

جفت الأقلام وطويت الصحف ولم ببق للإنسان إلا أعماله في الدنيا تأكيداً لقول الله سبحانه:( مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ)(فصلت:46) .

ويضم كتاب “شرعة الله ومنهاجه” للمفكر العربي علي محمد الشرفاء العديد من الموضوعات وهى:

أولاً: التشريع الإلهي

 1- شروط الدخول في الإسلام

2-  تشريع العبادات

 الصلوات

 الزكاة

 الصيام

الحج

3- تشريع المحرمات

4-  تشريع النواهي

ثانياً:المنهاج الإلهي

Leave A Reply

Your email address will not be published.