خارطة طريق لمصر الحييية .. الحلقة الخامسة والعشرون من كتاب “ومضات علي الطريق العربي ” للمفكر العربي علي محمد الشرفاء

0

في الحلقة الخامسة والعشرين من كتاب “ومضات علي الطريق العربي” للمفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي، وهو عبارة عن دراسات ومشاريع وحلول لواقع المستقبل العربي في القرن الواحد والعشرين يتحدث المؤلف عن معالم الطريق للارتقاء بمصر العزيزة، للنهوض بقدراتها، وتطويرها، وتطوير ثرواتها، والحفاظ عليها وفق خطة عملية تمتلك الرؤية، والقدرة على التنفيذ، وتأمين التمويل من خلال إجراءات اقتصادية فعالة، وتوفير الآليات المطلوبة لتحويلها إلى حقيقة ملموسة يعيشها المواطن وإلى نص ما كتب المؤلف.

خارطة طريق لمصر الحييية

بسم الله الرحمن الرحيم

 تأكيدا لعهد قطعته على نفسي أمام الله، وأمام الشعب المصري العظيم أن أقوم بتنفيذه، وتحقيق أهداف الثورة (حرية وعدالة اجتماعية وعیش وكرامة)؛ حيث ستكون هذه الأهداف بمثابة تعليمات لي من قبل الشعب المصري العظيم، وأن تكون خارطة الطريق التي اقترحها منطلقا لبناء مستقبل مشرق للوطن وللمواطنين، نشترك جميعا في وضع أسس متينة يمكنها أن تبني دولة قوية عزيزة ومرهوية الجانب.

دولة تحترم حقوق المواطن، وتحمي حريته في العقيدة، و التعبير عن رأيه بدون خوف أو رهبة، ويعيش فيها معززا مكرما في وطن يحفظ حقه في حياة کریمة، ويؤمن له سكنا مناسبا، آمنا على أسرته، موفرا له عملا مناسبا پدر عليه دخلا شهريا يعينه على رعاية أسرته، بحيث لا يقل في جميع الأحوال عن مبلغ 1500 جنيه شهريا، بما يؤمن له عيشا كريمًا.

وذلك وفق خطة عملية تمتلك الرؤية، والقدرة على التنفيذ، وتأمين التمويل من خلال إجراءات اقتصادية فعالة، وتوفير الآليات المطلوبة لتحويلها إلى حقيقة ملموسة يعيشها المواطن. ولقد أخذت قرارا أعاهد الله -تعالى- وأعاهدكم على تنفيذه فور تشريفكم بتحمل مسئولية الرئاسة، وهذا القرار التنفيذي يحدد الآليات العملية التي تترجم، وتحقق أهداف الثورة، وأهداف الوطن من خلال الآتي:

أولًا: تم إعداد مشروع خطة ( القرية المصرية المنتجة)، والتي يمكن أن تستوعب كل قرية 2500 منزل، أي حوالي 12500 مواطن، تتوفر فيها المراكز التعليمية، ومراكز التدريب، وكافة الخدمات الصحية والأمنية  التي تتطلبها القرية، وتأمين منزل مساحة البناء فيه 120 م2، بالإضافة إلى قطعة أرض ملحقة بالمنزل (حوش) مساحتها 180 م2؛ لتتمكن الأسرة من تربية الدواجن والأبقار وخلافها.

ثانيًا: يتم إعداد مشروع (التأهيل القومي)، حيث يهدف هذا المشروع إلى إعادة تأهيل عشرات الآلاف من المواطنين ممن ضلوا عن الطريق الصحيح، وتحولت طاقاتهم إلى مجموعات يائسة اتجهت بهم- بدلا من تحقيق موارد مالية لرعاية أسرهم بطرق قانونية صحيحة- إلى طرق مخالفة للقانون؛ كالسرقة وتعاطي و الاتجار بالمخدرات، وما يؤدي إليه ذلك من جرائم جنائية، حيث أصبحوا يهددون أمن المجتمع، ويعيقون عجلة التنمية والتطور فيه.

إن المشروع يمكن أن ينفذ من خلال إنشاء معسكرات متطورة في كل محافظة؛ لتستوعب الخارجين عن القانون حسب المدد العقابية المحكوم عليهم بها، فيعيشون في مناطق مفتوحة، ويقومون بتوظيف طاقاتهم في الإنتاج الزراعي والحيواني؛ ليتم إعدادهم بوصفهم مواطنين صالحين من خلال التدريب والتعليم، كما يحقق المشروع لهم دخلا شهريا، لا يقل عن مبلغ 1500 جنيه.

بحيث يتحقق في خلال مدة عشر سنوات تخفيض نسبة الخارجين عن القانون إلى نسبة 75 مما هي عليه الآن لتصل إلى مرحلة نموذجية تختفي فيها السجون من الدولة، ويحقق لهم هذا المشروع أيضا إعادة إنسانيتهم وكرامتهم، وتحويلهم من فئة ضالة إلى مواطنين صالحين منتجين لكي يقوموا برعاية أسرهم، ويسهموا في بناء مجتمع العزة والكرامة.

ثالثًا:  إنشاء إدارة للرقابة والمتابعة في كل وزارة؛ حيث يتم تعيين أحد أمناء الثورة مديرا لها بدرجة وكيل وزارة.

رابعًا: تعيين أحد شباب الثورة نائبا للمحافظ في كل محافظة، وذلك لتحمل الشباب المسئولية في إدارة مؤسسات الدولة، ومعايشة مشاكل المواطنين، وابتكار الحلول السريعة لدفع عجلة التطور لمستقبل مشرق کریم؛ كما يساعد المحافظ في إدارة شئون المواطنين، و مراقبة تنفيذ البنية الأساسية التي يتم تنفيذها في كل محافظة.

خامسًا: تعيين رؤساء المجالس المحلية من شباب الثورة في كل محافظة، لتطعيم المحافظات بشباب حريص على تحقيق حلم المستقبل بحماس الشباب، والدفع بحركة التطور، والإصلاح الإداري باقتدار وأمانة؛ حتى يتمكنوا من إزالة غبار الماضي عن حركة التنمية الاجتماعية.

سادسًا: إنشاء وزارة للشباب تعتني ببناء مراكز الشباب الثقافية، والرياضية في كل محافظة وكل مدينة؛ للنهوض بالحركة الثقافية والرياضية، ونشر الوعي الاجتماعي لبناء الوحدة الوطنية، والارتقاء بالروح الوطنية.

سابعًا: إطلاق أسماء شهداء الثورة من القوات المسلحة، والمواطنين، وأفراد الشرطة الذين استشهدوا في سبيل الوطن على المدارس الثانوية في كل المحافظات؛ تكريما لهم، و تقديرا لدمائهم الطاهرة؛ ليظل الشهداء نبراسا على طريق التقدم.

ثامنًا: يتم تشكيل حكومة من كل الأحزاب لتكون حكومة وحدة وطنية، يتعاون الجميع من خلالها على تحقيق الأهداف الوطنية، وخدمة مصلحة الوطن العليا.

تاسعًا: يتم تشكيل مجلس إدارة الأزمات؛ وذلك لمواجهة ما قد يحل بالوطن من أزمات طارئة، ويتكون من أعضاء مجلس الوزراء، ورؤساء الأحزاب برئاسة رئيس الجمهورية.

إن القرارات التي من المنتظر أن يتم تنفيذها، ما هي إلا الشرارة الأولى لتبدأ ساعة الصفر في التطبيق العملي، ولتدق ساعة العمل، وتبدأ الشمس في الشروق، وليسطع شعاع الحرية، والعزة والكرامة، وليعم جميع أرجاء الوطن، لأننا جميعا نتوقع حساب الدنيا من الشعب قبل حساب الآخرة.

إنني وأنا أحدد معكم معالم الطريق للارتقاء بمصر العزيزة، لننهض بقدراتها، وتطويرها، وتطوير ثرواتها، ونحافظ عليها، ولتحقيق آمال الشعب، والتفاني بكل الإخلاص في تحقيق أهداف الثورة؛ فإن هذا يتطلب التعاون، والتضافر بين أبناء الشعب جميعا في نسيج واحد لا يفرق بينهم الدين أو العقيدة، فالدين لله والوطن للجميع، وأن يتلاحم أبناء الوطن الواحد في صف واحد، ليكونوا يدا واحدة، و قلبا واحد، يسعى إلى هدف واحد، هو علو شأن مصر، ورقيها، وإعادتها إلى ريادة الأمة العربية، وهذا لن يتحقق إلا بسواعد الرجال والنساء، وفكر الشباب الخلاق و طاقته ؛ لنعيد بناء مصر المستقبل، ونسطر جميعا ملحمة تاريخية في الوحدة، والعزة والكرامة ولتستعيد مصرنا دورها، ومكانتها المرموقة بين دول العالم.

وبهذا الموضوع نكون قد انتهينا من الجزء الأول من الكتاب، وسوف نتواصل معكم خلال الفترة القادمة مع الجزء الثاني مقترحات لتصويب الخطاب الإسلامي  من كتاب “ومضات علي الطريق العربي”  للمفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي

Leave A Reply

Your email address will not be published.