سياسة واشنطن نحو الكويت.. الحلقة التاسعة عشرة من كتاب “ومضات علي الطريق العربي ” للمفكر العربي علي محمد الشرفاء

0

في  الحلقة التاسعة عشرة من كتاب “ومضات علي الطريق العربي ” للمفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي، وهو عبارة عن دراسات ومشاريع وحلول لواقع المستقبل العربي في القرن الواحد والعشرين, يتحدث المؤلف عن حرب تحرير الكويت, ودور الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل في هذه الحرب ,وتحدث المؤلف في هذا المقال الذي ننقله لكم الآن عن الأهداف المعلنة للحرب والأهداف المستترة التي ربما يغفل عنها الكثيرون وتحدث المؤلف عن الخطأ التاريخي للقيادة العراقية بقيادة الرئس الراحل صدام حسين وكيف أعطي للأعداء الفرصة للنيل منه, ومن العراق وقوته  وقوة الشعوب العربية التي كانت تتفاخر بالقوة العسكرية للعراق وكيف أصبحت بعد هذه الحرب وإلي نص ما كتب المؤلف

الفصل الرابع

تعليقات ومقالات عربية

سياسة واشنطن نحو الكويت

تتلاحق الأحداث وتتابعها وسائل الإعلام بلغات مختلفة، ومن مواقف مختلفة، لكن المحصلة النهائية واحدة في كل وسائل الإعلام، وهي تردید ما تعلنه الولايات المتحدة، وما تضمره من نوايا وأهداف لم تعد خافية على أبسط الناس فهما.

 إن مواقف الولايات المتحدة ونواياها، منذ بدأت أزمة الكويت تؤكد أن هاجسها الأكبر هو أمن إسرائيل فحسب.

بينما تتابع الشعوب العربية، أو لعلها تلهث وراء الكم الهائل من الجرعات الإعلامية المدروسة، والمعروف سلفا مقاصدها ونتائجها، إذ ليس ثمة هدف وراء هذا الإعلام سوی تپدید طاقات الأمة العربية، وتشتيت فكرها، وبث الرعب والخوف في صفوفها، وإغراقها في دوامة من الانقسامات والاضطرابات. ومع الأسف فإننا نجد أن قادة هذه الأمة، و قد أفلت الزمام من أيديهم، وأصبح مستقبل الأمة في أيدي سياسات غريبة ومعادية، هدفها عزل الأمة عن عقيدتها، وقيمها، وتراثها، والقضاء عل طموحاتها المشروعة، وتطلعها نحو بناء الوحدة، والإفادة من ثرواتها، وإمكانياتها الهائلة، لبناء المجتمع العربي القوي الناهض الذي يصون ولا يبدد، ويحمي ولا يهدد، ويشد أزر الصديق، ويرد كيد العدو.

لا يخفى على أحد أن المشروع القومي العربي الوحدوي يصطدم بالضرورة مع المشروع الصهيوني الذي مازال ينمو، ويتمدد على حساب الأمة العربية، وحقوقها، ومستقبلها، كما يتمدد السرطان في جسم الإنسان بدون أن يدرك العرب مدى خطورته؛ فقد كان قيام إسرائيل على حساب أرض فلسطين وشعبها هو مقدمة هذا المشروع الصهيوني الذي يخطط لابتلاع القدس، وهدم المقدسات الإسلامية والمسيحية. وها هي الآن إسرائيل تحت سمع العالم وبصره؛ تنفذ هذا المشروع، وتتنكر لكل حق عربي، ولكل المعاهدات، والمواثيق التي وقعت عليها.

لقد استطاع الصهاينة أن يحققوا نجاحات بالغة الخطورة على مستقبل الأمة العربية؛ وذلك باستغلال كافة الوسائل المتاحة لديهم؛ بل أكثر من ذلك استطاعوا أن يستغلوا، ويوظفوا خلافات الدول العربية فيما بينها بوصفها جزءا رئيسيا في استراتيجيتهم؛ وذلك بالتخطيط، والتهديد، والخداع، والإرهاب. كما استطاعوا أن يتغلغلوا في مراكز القرار السياسي، والعسكري في الولايات المتحدة الأمريكية، وتمكنوا من أن يحكموا العالم من خلال سيطرتهم على البيت الأبيض، ومجلسه القومي المكون من أحد عشر عضوا؛ تسعة منهم من اليهود الصهاينة، بالإضافة إلى وزارة الخارجية، ووزارة الدفاع، إضافة إلى قوة اللوبي الصهيوني وأعضائه في الكونجرس.

وإزاء هذا الواقع يجب ألا ننتظر من الولايات المتحدة موققا محايدا، لأن القرار الأمريكي أصبح أسيرا لقوة الضغط الصهيوني؛ يلبي طموحاتها ويحقق رغباتها؛ حتى على حساب مصلحة الشعب الأمريكي.

هذه مقدمة لا بد منها لمعرفة هل كان موقف الولايات المتحدة، وسياساتها تجاه العراق يهدف إلى صالح إسرائيل أم إلى صالح الكويت؟ لقد ارتكبت القيادة العراقية خطأ تاريخيا، حينما اجتاحت قواتها العسكرية دولة الكويت، ولا بد أن ذلك الحدث الخطير كان ردا لفعل معين.

لكن رد الفعل العراقي تجاوز تقديرات الدول العربية، والدولية، ومدى الآثار المترتبة على الاجتياح، والتي قد تصبح مدمرة لمصلحة العراق وشعبه؛ وقد اتضح بالفعل أن قرارا بهذه الخطورة لم يتم التفكير فيه بدقة ، أو دراسته بإمعان أو بحث آثاره، ومضاعفاته ، ومبرراته. فقد كان قرارا ارتجاليا لم يستوعب الآثار الخطيرة التي ستترتب عليه؛ منساقا لعوامل نفسية، ومشاعر لم تكن تتوقع ما حدث من الظروف القاسية التي نتجت بعد الحرب العراقية الإيرانية.

وهكذا في لحظة غضب حدث ما حدث؟ وبذلك أعطى العراق إسرائيل فرصة ذهبية للضغط من خلال القوى الصهيونية على الولايات المتحدة لاستغلال هذا الخطأ التاريخي لمصلحة السياسات الإسرائيلية في المنطقة، وأهدافها في تدمير القدرة العسكرية العراقية، التي تمثل تهديدا مباشرا لأمن إسرائيل. فما زلنا نذكر تصريح القيادة العراقية قبل محنة احتلال الكويت؛ بأن العراق يملك سلاحًا کیمیاويًا تدميريا قادرا على تدمير نصف إسرائيل، وكان ذلك خطأ آخر ارتكبته القيادة العراقية؛ إذ دفعتها نشوة القوة بدون حساب للعواقب؛ فعملت أجهزة الإعلام في إسرائيل، والولايات المتحدة على تفجير المخاوف، وإقناع العالم بأن القوة العسكرية العراقية أصبحت تهدد العالم أجمع.

وحينما نجح المندوب الروسي في الأمم المتحدة في إقناع العراق بالانسحاب من الكويت، وحمل الحل الدبلوماسي إلى الولايات المتحدة؛ فإن الرئيس الأمريكي رفض العرض قبل أيام من بدء الحرب، وكان ذلك بطبيعة الحال استجابة للقوى الصهيونية المؤثرة التي وجدت في موافقة العراق على الانسحاب ضياعا للفرصة التي جاءتها، وضياعا لهدفها الكبير؛ وهو تدمير العراق، وقوته العسكرية.

وهنا يتضح الأمر تماما، إذ لم يكن هدف الولايات المتحدة منذ البداية – بالدرجة الأولى تحرير الكويت بقدر ما كان الهدف تحقيق أمن إسرائيل، وهيمنتها من خلال سيطرة أمريكا على الثروات العربية، وكذلك على القرار السياسي في المنطقة. في مقابل ذلك، وعلى الجانب الآخر، نجد أن هناك مواقف عربية مشتتة، ونجد أيضا التناقضات بين أهل البيت الواحد، وهي تزرع الشكوك والريبة، وتعمق الخلافات بين الأشقاء، الذين فقدوا الحكمة، والبصيرة، وبذلك تراجعت المصلحة القومية؛ لتحل محلها أوضاع، ومفاهیم، ومصطلحات غريبة عن عروبتنا وتراثنا. وهكذا تعمقت الفرقة أكثر، وذهب اليأس، والإحباط بأحلام الأمة، وآمالها إلى بئر ليس لها قرار.

لقد تحررت الكويت، وعاد قادتها إلى الحكم والقيادة، فماذا حدث بعد ذلك ؟ تعالوا نحتكم إلى القرآن الكريم، وهو دستورنا الذي يجب أن نتبعه نحن المسلمين. يقول الله عز وجل: «وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9)  إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةٞ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَ أَخَوَيۡكُمۡۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ (١٠)» [الحجرات: 10-9].

 إنني أتساءل هل اتبعنا أمر الله – تعالى – في معالجة تلك القضية الخطيرة؟

الجواب: كلا، فقد توارت تعاليم السماء، وقيم ديننا الحنيف وراء الكم الهائل من الحملات الإعلامية المعادية والخبيثة التي توجهت إلى العقل، والنفسية العربية لتزرع اليأس، والخوف في النفوس. فها هو العراق، وبعد أكثر من عقد من الحصار والإذلال، ما زال يعاني شعبه الشقيق من المجاعات والأمراض وحالات الإذلال المهينة التي يمارسها عليهم كل يوم، لن يرضى حكام العراق وصفهم بالمرتزقة !! الذين يعملون في خدمة المخطط الصهيوني، والسياسات الأمريكية المعادية، والمنحازة دائما لإسرائيل.

لقد كان العراق وشعبه قوة حقيقية تضاف إلى القوة العربية وتعززها؛ لذا فقد قررت الولايات المتحدة، والصهيونية المتحكمة في قرارها السياسي، تدمير العراق وشعبه، ليكون مثلا، وعبرة لباقي شعوب الأمة العربية، ولتبقى إسرائيل القوة المهيمنة الحاكمة في المنطقة، ولتظل الأمة العربية – بكل مقدراتها وثرواتها رهينة لقوة إسرائيل، وهيمنة الولايات المتحدة الأمريكية. والآن تعالوا أيها الإخوة في كل قطر عربي ننظر ماذا يحدث لأمتنا؟ وما هو المخرج من هذه المحنة؟

تعالوا أيها الإخوة في كل قطر عربي ننظر ماذا يحدث لأمتنا؟ وما هو المخرج من هذه المحنة؟

كانت ليبيا محاصرة ظلما وعدوانا؛ شعبا عربي بأكمله يعيش تحت الأسر، والعزلة منذ أكثر من خمس سنوات) بحجة واهية؛ وهي أن اثنين من أبنائه متهمان بتفجير طائرة أمريكية فوق مدينة لوكيربي عام 1988، وتطالب بهما أمريكا وبريطانيا في أراضيهما، بينما ترفض القيادة الليبية ذلك حفاظا على السيادة الوطنية ، إذ لم يحدث في التاريخ أن تمت معافية شعب بسبب اثنين من أبنائه متهمین شعب يبلغ تعداده أكثر من ثلاثة ملايين إنسان يسحق بكامله، ويحاصر بسبب غير أكيد؛ حتى لو كان صحيا، فهل يعقل أن يعاقب ملايين البشر بسبب بعض أفراده؟

كما أنه لأمر مؤلم أن نرى من الذي يقوم بتنفيذ العقوبة ؟! بكل مرارة أقول نجد أن الأقطار العربية هي التي تقوم بتنفيذ العقوبة، بغض النظر عن قناعتها بعدالة القرار أم عدمه. وهنا يصدق علينا قول الرسول (ص) : «يُوشِكُ أن تَدَاعَى عليكم الأممُ من كلِّ أُفُقٍ ، كما تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إلى قَصْعَتِها ، قيل : يا رسولَ اللهِ ! فمِن قِلَّةٍ يَوْمَئِذٍ ؟ قال لا ، ولكنكم غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيْلِ ، يُجْعَلُ الْوَهَنُ في قلوبِكم ، ويُنْزَعُ الرُّعْبُ من قلوبِ عَدُوِّكم ؛ لِحُبِّكُمُ الدنيا وكَرَاهِيَتِكُم الموتَ».

لقد أصابنا الوهن؛ فصرنا ننفذ ما يطلب منا بدون أن يكون لنا قراژ؛ فقد أصبح قرارنا أسيرا لأوهام، وأشباح تخيفنا فوقعنا في أسرها، والذي يعمق الأسي والحزن في القلوب هو أننا نجد الأقطار العربية تشارك هي الأخرى في حصار ليبيا. أليس ذلك غيابا للعقل والمنطق في حياة أمتنا العربية؟ وتتكرر المأساة مع السودان الشقيق، والبقية تأتي؛ إذ لن يستثنی قطر عربي من الحصار والعدوان؛ إذا فكر في مقاومة المشروع الصهيوني، والسياسات الأمريكية في المنطقة.

والآن هل توقف المشروع الصهيوني عند هذا الحد؟

الجواب: كلا، لأن الأطماع ليس لها حدود، ولن تتوقف، وأن نجاح المشروع الصهيوني يعتمد على تبديد طاقات الأمة العربية وثرواتها، وتدمير قواها العسكرية والاقتصادية؛ لذلك نجد أن إسرائيل بامتلاكها القوة العسكرية والنووية، والكيماوية، و الجرثومية؛ لن تتوقف عن سياسة العدوان، و التوسع، وامتهان كل المواثيق الدولية، وستبقى كذلك لكي تحقق شعارها القديم وهو (إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات).

يحدث ذلك أمام أعيننا نحن العرب وأعين العالم، وقد استسلمنا الواقعنا المرير، و فقدنا الإرادة، و قوة الفصل، والتصدي، والمقاومة، بل أصبح إعلامنا العربي – للأسف- يردد، ويتحدث بلغتهم، وطلباتهم التي تقول: إن على العراق أن يطيق قرارات الأمم المتحدة، بدون أن نقف لندرس طبيعة و مضمون هذه القرارات، و بدون أن نفكر: هل أن هذه القرارات تصب في مصلحة الكويت، والأمن الخليجي، والأمن القومي العربي، أم أنها تصب في مصلحة الأمن الإسرائيلي؟ إن العراق بعد سبع سنوات من الدمار، والحصار والمهانة – فقد قوته وإرادته ، و مع ذلك ما زال إعلامنا العربي يردد دعاوى الإعلام الصهيوني والأمريكي، بأن العراق يمثل خطرا على العالم كله. كيف؟ وأين مصدر الخطر يا قوم؟ لقد فقدنا الحكمة، والوعي، والإرادة، و نسينا أن تلك القرارات ليس هدفها سوى المهانة، والقهر، والمذلة، ليس للعراق فحسب، بل للأمة العربية كلها.

هل نسينا مواقف الولايات المتحدة من الأمة العربية قبل محنة احتلال الكويت، وذلك حينما اجتاحت إسرائيل أرض لبنان في عام 1982، وعبثت بأمنها، وقتلت أبناءها ؟ هل وقفت أمريكا ضد ذلك الغزو؟ وهل دعت مجلس الأمن لاتخاذ قرارات تدين الغزو، وتطلب من إسرائيل الجلاء عن الأراضي اللبنانية ؟ هل حشدت قوى التحالف كي ترد إسرائيل عن اعتدائها، واحتلالها للبنان؟ هل أرسلت غواصاتها وطائراتها وبوارجها إلى البحر الأبيض المتوسط كما أرسلتها إلى الخليج؟

کلا، لم يحدث ذلك، ولن يحدث مستقبلا، فهذه هي أمريكا في الماضي، والحاضر، والمستقبل؛ قرارها لم يزل أسيرا في قبضة اللوبي الإسرائيلي، وقدرته على توجيه السياسة الأمريكية لمصلحة إسرائيل، وليس لمصلحة الشعب الأمريكي. ولا بد وأن يأتي يوم تتحرر فيه الإرادة الأمريكية، وبعدها سوف تشعر بأن الأمة العربية لا يمكن أن ترضخ للابتزاز الصهيوني، وأن كلمتها واحدة تواجه أعداءها في جبهة متراصة ومتحدة.

لقد وصلنا إلى مرحلة اللاوعي، واللامعقول، والمسئولية، وعدم إدراك المستقبل العربي، ونحن نعيش هذه التحديات والأخطار الهائلة التي تحيط بنا. إنني وبكل الأسي أتساءل : أما آن لقادة وشعوب الأمة أن يقفوا وقفة تضر الطريقنا، وتدارس لأوضاعنا ؟ وكيف يجب أن نحشد قوانا، ونضع خططا المستقبلنا، ونحدد مواطن القوة، و الضعف في سياساتنا، وفي تحركاتنا؟

إننا مازلنا نملك ثروات، وقدرات هائلة لم نستثمرها بعد. والحاجة ماسية إلى ضرورة جمع الشتات العربي، وبناء التضامن، واستعادة الإرادة، وحشد الطاقات في مواجهة مخططات أعدائنا وأطماعهم. إن الصراع بيننا وبين أعدائنا حقيقة؛ فإذا أردنا العيش  كأمة عربية، أحراز اكراما في أوطاننا، فلابد أن تعد العدة لذلك بالحوار البناء و التخطيط السليم، وأن نتخلى نهائيا عن الأنانية في اتخاذ قراراتنا، وإذا لم نفعل هذا الأمر اليوم قبل غد فقد أسلمنا أنفسنا، وأمتنا إلى الضياع.

وبناء على ذلك، فإن صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حفظه الله – تعالى – بإدراكه، و بصيرته الثاقبة راح يرسل نداءاته المتكررة لإخوانه القادة العرب بأن يتم عقد مؤتمر قمة عربي يتبادل فيه القادة الرأي حول أمور أمتهم، وأن يعيدوا بناء تضامنهم على أسس لا تتأثر بردود أفعال وقتية؛ إنما نئی التضامن على حقيقة مصيرية، وهي أن الأمة العربية مهددة في أمنها، و في اقتصادها وفي مستقبلها.

لذا؛ و في مواجهة ما يحيط بالأمة العربية من أخطار، تحتاج إلى أسلوب عمل غير تقليدي؛ وذلك أثناء لقاء القمة المرتقب، وأن يراعي فيه استحدائٹ مؤسسات فعالة في كل دولة توكل إليها مهمة تنفيذ ما سيتم اتخاذه من قرارات، وفي مدة زمنية محددة، وأن يتم رفع تقاريرها إلى رؤساء الدول العربية كل شهر، لمعرفة ما تم إنجازه.

كما يجب أن يتم إشراك القطاع الخاص في الوطن العربي ليقوم بدوره في رسم خطة اقتصادية شاملة؛ بغرض تحقيق قيام السوق العربية المشتركة. و بذلك تستطيع الأمة العربية بقيادتها المخلصة في رأب الصدع، وتحقيق التلاحم الدائم بين أقطارها؛ فلا سبيل لنا غير التضامن، ولا سبيل للتضامن إلا من خلال اللقاءات الدائمة، والحوار البناء.

Leave A Reply

Your email address will not be published.