القرآن أرسى قواعد الحياة الزوجية السعيدة

0

رسم القرآن الكريم طريق السعادة الزوجية والاستقرار الأسري، وأوضح لكل من الزوجين حقوقه وواجباته، ووضع الأساس المتين للحياة الزوجية الآمنة التي تثمر راحة نفسية وأزواجاً وزوجات متحابين متعاونين، وأبناء ينعمون بأجواء عائلية قائمة على الحب والتكاتف بما يتيح لهؤلاء الأبناء شق طريقهم نحو المستقبل بثقة واطمئنان .

وقد تنوعت وتعددت الآيات القرآنية الكريمة التي تقود كلاً من طرفي العلاقة الزوجية إلى الحياة الهانئة، ومن أبرز هذه التوجيهات القرآنية الشاملة ما جاء في سورة الروم حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ .

والمعنى: ومن آياته الدالة على رحمته بكم أنه سبحانه خلق لكم من أنفسكم أي: من جنسكم في البشرية والإنسانية أزواجاً لتسكنوا إليها ويميل بعضكم إلى بعض، فإن الجنس إلى الجنس أميل، والنوع مع النوع أكثر ائتلافاً وانسجاماً، وجعل سبحانه بينكم يا معشر الأزواج والزوجات (مودة ورحمة) أي محبة ورأفة لم تكن بينكم قبل ذلك، وإنما حدثت عن طريق الزواج الذي شرعه الله سبحانه بين الرجال والنساء والذي وصفه الله تعالى بهذا الوصف الدقيق في قوله عز وجل: هُن لباسٌ لكم وأنتم لباسٌ لهن .

ومعنى قوله سبحانه: إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون أي في خلق الأزواج والزوجات وما جعل الله في قلب كل من الرجل والمرأة من ميل ورغبة في الآخر، وما غرس في قلوب كل من الرجال والنساء الذين تربطهم علاقة زواج من محبة ومودة وخوف كل طرف على الطرف الآخر واستعداد للتضحية بكل شيء من أجله . في ذلك وغيره من العلاقات الوثيقة بين الزوجين آيات وعلامات تهدي إلى الرشد وإلى الاعتبار لقوم يتفكرون في مظاهر قدرة الله تعالى ورحمته بخلقه .

دستور خالد

هذه الآية الكريمة يراها المفكر الإسلامي د .محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصري السابق، دستور العلاقة الزوجية الخالد حيث حددت ثلاثة أمور تعد الأساس الراسخ للعلاقة الزوجية وهي السكن للنفس والمودة والرحمة . أما السكن النفسي فإنه يعني الاطمئنان ومنه السكينة التي تكرر ذكرها في القرآن الكريم تعبيراً عن الطمأنينة والأمان، ومن آيات الله البالغة أن يجد كل من الرجل والمرأة على السواء شريكاً له في مسيرة الحياة يفضي إليه بمكنون أسراره ويطمئن إليه ويجد راحته النفسية بجواره .

أما الأمر الثاني فهو المودة وتعني الحب الذي يربط بين القلوب ويؤلف بينها، فهو من أسمى العواطف التي تعد أيضاً من آيات الله البينات في هذه العلاقة الزوجية الحميمة التي لها قدسيتها وحرمتها . وقد ظلت العادات والتقاليد تنكر هذه العاطفة النبيلة واعتبرت الحديث عنها في كثير من الأحيان من الأمور غير المرغوب فيها كما لو كانت عورة من العورات ينبغي إخفاؤها، مع أن لفظ الحب ومشتقاته ورد في القرآن الكريم عشرات المرات، وأن أسمى علاقة للإنسان بالله هي علاقة الحب .

Leave A Reply

Your email address will not be published.