تصويب الخطاب الإسلامي(3)..الحلقة الرابعة من كتاب ومضات علي الطريق ( المسلمون بين الآيات والروايات) للمفكر العربي علي محمد الشرفاء

0

أعزاءنا القراء من جديد نواصل معكم نشر الجزء الثالث من كتاب ومضات علي الطريق(المسلمون بين الآيات والروايات) للمفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي، وفي هذه الحلقة الثالثة من تصويب الخطاب الإسلامي ، نستعرض معكم بعض ما كتبه المؤلف، وسنوالي معكم النشر ضمن سلسلة من الحلقات.

وفي هذا الجزء يستعرض المؤلف عن حرب شائعات اليهود ضد النبي صلى الله عليه وسلم وكيف استطاعوا اختلاق روايات ألصقوها زور ا وبهتانا وتضليلا، تحت مسمى أحاديث، اتخذها الفقهاء والعلماء قواعد فقهية، واستنبطو ا منها أحكاما تخالف شرعة الله ومنهاجه، في كتابه المبين، ففرقوا بين المسلمين ، وجعلوهم أحزابا وشيعا، يقاتل بعضهم بعضا ويسفكون الدماء، دونما رجوع إلى كتاب الله( القرآن الكريم) الذي فيه الخير -كل الخير-، حيث نزل من لدن حكيم خبير ، وكيف تنازع المسلمون واختلفوا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وكيف كانت هذه الحروب بداية لحرب ضروس سفكت فيها دماء الأبرياء، ويتم فيها الأطفال وترملت النساء، وإلي نص ما قال وكتب المؤلف.

ومن أجل ذلك شن علماء بني إسرائيل حرباً ضروساً على رسول الله بداية من تحريض قريش على اغتياله، وحشدهم لأفراد قبائلهم بعقد حلف مع قريش لمحاربة الرسول، لوأد رسالة الاسلام ودعوته للناس منذ بداية بعثته عليه السلام للدخول في دين الله، وإبرز معاركهم كانت موقعة الأحزاب حيث تكبدوا هزيمة منكرة من قبل الرسول عليه السلام وأصحابه فى معركتهم بعد ما نصر الله رسوله وأصحابه نصراً عزيزاً، وبالرغم من هزيمتهم إلا أن علماءهم وأحبارهم أعدوا خططاً جهنميه لمحاربة الاسلام بواسطة الحرب النفسية، ونشر الإشاعات المحبطة لتنال من معنويات الرسول كي يتراجع من الاستمرار في دعوة الناس للدخول في الإسلام.
وقد استهدفت حملتهم التي وجهوها ضد الرسول محمد عليه السلام ليتخلى اتباعه عن دعوته لهم للإسلام بدءاً من وصفه أنه مسحور، وأنه لا يعلم ما يقول لبذر بذور الشك في دعوته ونشر إشاعات وقحة تسئ إلى مكانة الرسول عليه الاسلام للتأثير على هيبته، والتقليل من مصداقيته، ثم ابتدعو الروايات الإسرائلية على لسان بعض الصحابة منسوبة للرسول لتكتسب المصداقية، وضمنوها اقوالاً تتنافى مع كتاب الله وتشريعاته طعناً في الإسلام وتشويها لرسالته تبناها الكثير من المسلمين من رواة ماسمي بالاحاديث تنشر الفرقة بين المسلمين وتبذر الفتن خلقت منهم طوئف عديدة يقاتل بعضها بعضاً ، كل يقف خلف مرجعية خاصة به متبعاً أئمته، يستمد من أقوالهم عقيدته التي أوصلت أتباع الروايات إلى اتخاذ أعمالا تتنافى مع أوامر الله ومع تشريعاته وآياته، فاستباحوا كل المحرمات و أجرموا فى حق الله ورسوله عندما اتخذوا قتل الابرياء وسيلة لدخولهم الجنة، والله حرمها على الظالمين وحذر من طغيانهم، فاستباحوا أموال الناس وأعراضهم وسلكوا كل الطرق التى تتعارض مع تشريعات الله في كتابه الميين.
لقد أجرم المفسرون والفقهاء عندما جعلوا بعض الآيات القرآنية والتي ورد بعضها في سورة التوبة وبعض السور الأخرى التي تتحدث عن القتال وأساليبه في مواجهة الكافرين الذين يعتدون على رسول الله وأصحابه لوأد رسالة الإسلام، ويخاطب الله فيها رسوله الكريم بكيفية مواجهة الأعداء، وكيفية حماية رسالة الإسلام، والله سبحانه ينبئنا عن مرحلة تاريخية مضت لاتشكل قاعدة مستمرة لكل العصور على المسلمين اتباعها، فلها ظروفها الخاصة ومعطياتها حيث اقتضت الضرورة فى مواجهة الهجمة الشرسة من قريش، وبعض القبائل الموالية لقريش وقبائل اليهود فى المدينة أن ينزل الله سبحانه تشريعاً استثنائياً يتفق مع متطلبات مرحلة المواجهة الأولى مع المعتدين على رسول الله وأصحابه لؤاد الرسالة حين كانت الدعوة فى بداياتها والأعداء يحيطون بالمسلمين من كل جانب بمختلف الأشكال من استفزازات وتآمر وتشكيل أحلاف بين اليهود وقريش يشنون حرباً نفسية وإشاعات لإضعاف الروح المعنوية عند المسلمين في مكة والمدينة ولذلك أوحى الله لرسوله بمقاتلة المعتدين وفرض الجزية على أهل الكتاب في حينه مبيناً له عليه السلام أساليب القتال، وكيفية مواجهة الأعداء كما جاءت بعض الآيات توضح ذلك في سورة التوبة التي تستنفر المسلمين للدفاع عن رسالة الإسلام وحماية الرسول ليستكمل مهمته.
اقتضت ضرورة المواقف فى مواجهة المعتدين تشريعاً يتوافق مع مواقف الضرورة في قوله سبحانه:
(إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَىٰ مُدَّتِهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ«٤» فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ«٥» وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ«٦» كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۖ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ«٧» كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ «٨» اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَن سَبِيلِهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ«٩» لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ«١٠» فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ۗ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ«١١» وَإِن نَّكَثُوا أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ۙ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ«١٢» أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ أَتَخْشَوْنَهُمْ ۚ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ«١٣» قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ«١٤» وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ ۗ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ«١٥» أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِن دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً ۚ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ«١٦» مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَىٰ أَنفُسِهِم بِالْكُفْرِ ۚ أُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ«١٧» إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ«١٨» أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ لَا يَسْتَوُونَ عِندَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ«١٩» الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ«٢٠» يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ«٢١» خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ«٢٢» يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ«٢٣» قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ«٢٤» لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ۙ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ«٢٥» ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ«٢٦» ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ«٢٧» يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا ۚ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاءَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ«٢٨» قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ«٢٩») (التوبة: ٣-٢٩).

Leave A Reply

Your email address will not be published.