المفكر العربي علي محمد الشرفاء يكتب: الغارقون في التراث
كل التراث الإسلامي عبارة عن طراش قذفته على الناس نفوس ظالمة ومظلمة وغارقة في الجهل، لاعلاقة لها برسالة النور الإلهية التي تهدي التائهين في ظلمة الليل، قد أصبح التراث المجموعة من الأكاذيب والافتراءات على الله ورسوله، أضلت المسلمين حتى هجروا القرآن الكريم، رسالة الله الوحيدة للناس، الذي وضع الله سبحانه لهم فيه خارطة طريق تحقق للإنسان العيش الآمن الكريم، فيما بلغه الرسول الأمين محمد عليه السلام، الذي اشتكى إلى ربه في مناجاته لله، كما ذكره القرآن في قوله تعالي: (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا)( الفرقان-30)
وبعلم الله الأزلي بين للرسول قبل وفاته عليه السلام، براءته من الذين تسموا بالمسلمين، وخاصة بعد حجة الوداع، حين اعلان قول الله سبحانه في خطاب التكليف؛ ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)(المائدة-3)
فلم تبق بعد الآية أعلاه حجةً للذين خدعوا المسلمين من أولياء الشيطان،الذين ألفوا روايات الكذب والزورعلى الله ورسوله، وخلقوا أدياناً موازية مثل الدين السني، والدين الشيعي، وفي بطن كل منهما عشرات الفرق، وكلهم مختلفون، وقد وصفهم الله سبحانه بالمشركين في قوله(وَلَا تَكُونُوا۟ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِینَ ٣١ مِنَ ٱلَّذِینَ فَرَّقُوا۟ دِینَهُمۡ وَكَانُوا۟ شِیَعࣰاۖ كُلُّ حِزۡبِۭ بِمَا لَدَیۡهِمۡ فَرِحُونَ ٣٢﴾ [الروم ٣١-٣٢]
فقد فرق التراث بين المسلمين و تنازعوا وتقاتلوا وسفكوا دماء بعضهم بعضاً، وإلى اليوم مازالوا على نفس المنوال، في خلاف وشجار وصراع وكراهية بينهم، فهل من مصلحة الإنسان أن يتمسك بمسببات المصائب وقتل الأبرياء أطفالا ونساء شيوخا ؟!
أم يبحث العاقل عن الطريق المستقيم الذي تتوحد فيه الصفوف، وتظهر فيه الرحمة ويطبق العدل، ويتعامل الناس بالكلمة الطيبة وبالإحسان، والتعاون على البر والتقوى، وعدم التعاون على الإثم والعدوان في هذا الطريق تتحقق للناس الحرية المطلقة في عقائدهم الدينية دون إكراه، ويختفي في المجتمعات التكبر والاختيال على الناس، بل يعيش الكل في المجتمع متساوين في الحقوق والواجبات، وتحيا الأسر في سعادة ووئام لا يكدر صفوهم إنسان متعالٍ بجهله ، ولا يضايقهم من يدعي أنه من أصحاب الجنة ولا يسيئ إليهم من يرى نفسه وصياً على الدين!
بل يكون الجميع سواء أمام التشريع الإلهي وقوانين العدالة المستمدة من تشريع القرآن، الذي هو رسالة دين الإسلام وإمام المسلمين الأوحد محمد عليه السلام، الذي لا ينافسه في مهمته الموكلة إليه من رب العالمين.
فكيف يتراجع إسلام الإنسان، ويتخذ طريقاً لدينه غير الذي بلغه الرسول عليه السلام للناس، لنشر المحبة والتسامح والتعاون والتراحم فيما بينهم جميعاً، بغض النظرعن ديانتهم ومذاهبهم التي غيبت عنهم حقيقة الإسلام، الذي بلغه رسول الإسلام محمد عليه السلام
فاجعلوا أيها الناس إلهكم الله سبحانه إله واحد لا شريك له، وآمنوا بالكتاب الذي نزله على رسوله القرآن الكريم وتشريعاته، واجعلوا إمامكم واحد هو رسول الله المكلف من ربه بتبليغ رسالته للناس، وفق حكم إلهي أزلي كما في قوله تعالي ؛ (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ)(الكهف- 29) وقول الله سبحانه: (مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا) (النساء -٨٠)
وما لم يرجع المسلمون إلى كتاب الله ويتبعوا رسوله ويصدقوا بإيمانهم ما بلغه الرسول من آيات الذكر الحكيم فقد ضلوا واختاروا طريق الشيطان، ومآلهم إلى جهنم وبئس المصير!
فلا تضيعوا أعماركم وأنتم تلهثون خلف المخادعين والمدعين، بأنهم شيوخ الدين أو علماء للمسلمين، أو أئمة لقد كذبتم على الناس وحرفتم في الكتاب المبين، وأضللتم الأبرياء المساكين،فادفنوا كل كتب التراث، فإن فيها سم زعاف وفيها الفتن، وفيها الشرك بالله، وفيها تقديس البشر، حتى الرسول أمره الله أن يعرف نفسه للناس كبشر، حتى لا يتم تقديسه مثل بعض الديانات الأخرى فقال الله تعالى : (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) (الكهف-110)
وأمره الله بزيادة في التوضيح عن قدراته في قوله: (قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ۚ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (الأعراف-188).
فلا تزايدوا على الرسول، فكل ما طلبه من كل من نوى الدخول في دين الإسلام أن يتبع الرسول فيما بلغه للناس عن ربه كما قال الله سبحانه ﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾(آل عمران: 31).
ذلك ما أقره الله في قرآنه، ولم يطلب الرسول من الناس أن يتبعوا شيوخ الإسلام وعلماء الدين، بل أراد عليه السلام أن ينصح الناس، ليحبهم الله ويغفر ذنوبهم، بأن يتبعوا الرسول بما بلغهم به من آيات القرآن الكريم