«كيف يتم تصحيح المعتقدات الخاطئة عند المسلمين؟» الحلقة الثالثة والثلاثون من الجزء الثاني من كتاب ومضات علي الطريق للمفكر العربي علي محمد الشرفاء

0

 أعزاءنا القراء.. من جديد نواصل معكم نشر الجزء الثاني من كتاب ومضات علي الطريق، وهو عبارة عن مقترحات لتصويب الخطاب الإسلامي للمفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي، وجاءت الحلقة الثالثة والثلاثون بعنوان «كيف يتم تصحيح المعتقدات الخاطئة عند المسلمين؟» يتحدث فيها المؤلف عن كيف يمكن تصحيح المعتقدات الخاطئة لدى المسلمين؟ وكيف يمكن تصحيح صورة الإسلام لدى الآخرين، خاصة بعد تشويه صورته من قِبَل جماعات مثل داعش والإخوان وغيرهما من الجماعات التي استغلت الدين؟ مطالبا بالعودة لرسالة الإسلام وهي القرآن الكريم والتخلي عن كل ما عداه من اجتهادات وتفسيرات مغرضة وروايات حاقدة على الدين الاسلامي  ليقود الحضارة الإنسانية نحو التقدم والازدهار ويحقق الأمن والإستقرار في كل المجتمعات المُحبة للسلام.، وإلى نص ما قال وكتب المؤلف.

كيف يتم تصحيح المعتقدات الخاطئة عند المسلمين؟

كيف يمكن تصحيح المعتقدات الخاطئة لدى المسلمين؟ وكيف يمكن تصحيح صورة الإسلام لدى الآخرين، خاصة بعد تشويه صورته من قِبَل جماعات مثل داعش والإخوان وغيرهما من الجماعات التي استغلت الدين؟

أجاب على هذه التساؤلات علي محمد الشرفاء الحمادي، المفكر العربي، مؤلف كتاب (المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي) قائلًا:

لا توجد وسيلة لتصويب الخطاب الديني الذي تم تشويهه من قِبَل المتآمرين على العرب وعلى رسالة الإسلام، بواسطة اليهود والمجوس من خلال الروايات المكذوبة على رسول الله وتوظيفها في خدمة أهدافهم، من أجل إثارة الفتنة وخلق الصراع والاقتتال بين العرب لاستنزاف قواهم وقدراتهم للسيطرة على أوطانهم وسرقة ثرواتهم ، واستغلت أجهزة المخابرات في القرن العشرين والقرن الحالي توظيف تلك الروايات في خلق حالة من العداء بين العرب وغيرهم من المسلمين أصحاب المذاهب المختلفة، لخدمة أهدافهم لابتزازهم جميعًا في صراع قد يأكل الأخضر واليابس.

وما نراه يحدث في سوريا والعراق واليمن والصومال وليبيا عمليات تدمير ممنهجة، وظفوا المتطرفين والإرهابيين الذين احتضنتهم أجهزة المخابرات واستغلت الروايات المنسوبة للرسول وخلقت منهم طوائف تحارب المسلمين باسم الإسلام، يفجرون الأبرياء في كل مكان باسم الجهاد مما خلقوا حالة من الكراهية ضد دين الإسلام ورسالته التي أنزلها الله على رسوله والتي تدعو للرحمة والعدل وتحريم قتل النفس البريئة وتحقيق السلام في المجتمعات الإنسانية.

وأضاف: لقد تسببوا في تهجير الملايين من العرب من أوطانهم إلى أوروبا منهم من غرق في البحر ومنهم من مات جوعًا ومنهم من تحوّل إلى سائل يبحث عن الماء والغذاء يتسكع على الأبواب في الدول الغربية.

و للخروج من هذا المأزق لابد من العودة لرسالة الإسلام وهي القرآن الكريم والتخلي عن كل ما عداه من اجتهادات وتفسيرات مغرضة وروايات حاقدة على الدين الاسلامي وما يحتويه من أخلاق وقيم نبيلة ترتقي بسلوك الإنسان القويم ليقود الحضارة الإنسانية نحو التقدم والازدهار ويحقق الأمن والإستقرار في كل المجتمعات المُحبة للسلام.

أليست (داعش، والإخوان والتكفير والهجرة) ينفذون المخطط التأمري ضد رسالة الإسلام وضد العرب ليتحقق في النهاية تحقيق الحلم الاسرائيلي لقيام دولتهم المزعومة، لتحكم منطقة الشرق الأوسط وتسيطر على الثروة البترولية لصالح الغرب وأمريكا، والعرب مشغولون بأنفسهم يقتلون بعضهم بعضاً وتعبث أجهزة المخابرات بقيمهم ودينهم، حتى يفرغوهم من كل عناصر القوة، ومنها الإيمان برسالة الإسلام عندها تسهل السيطرة عليهم لتتم إبادتهم أو استعبادهم.

وتابع سلامٌ على أمة العرب ضاعت وتاهت بين العادات التي طغت على العبادات، وبين الروايات التي طغت على الآيات ومن أجل تطهير رسالة الإسلام مما أصابها من تشويه وتلويث يجب الإستغناء بالكامل عن كافة كتب التراث المسمومة التي تدعو للقتل والفتنة والإقصاء وخلق الفتن بين الناس والتعالي على البشر واعتبار أنفسهم هم وحدهم الموكلين عن الله في تفسير آياته، وشرح أحكامه بما يتفق مع مصالحهم وهم في خدمة السلطان في كل وقت وكل مكان.

ومن أجل تصحيح المفاهيم الدينية، يجب تشكيل لجنة من كبار المفكرين والعلماء في مختلف قطاعات الحياة لاستنباط القوانين من القرآن الكريم والأحكام المتعلقة بالعلاقات الإجتماعية، وضوابط التعامل بين الناس وتصويب المفاهيم المغلوطة، التي خلقت التباسا في العبادات والمعاملات.

قال تعالى: (وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ «٣٨») (الأنعام).

الله يخاطب رسوله بقوله:(كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ «٢» تَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ «٣») (الأعراف: ۲-٣)

وقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَنتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا) (النساء).

أين العدل الذي جاءت به الروايات فمثلا رواية في صحيح مسلم رقم 4981

(حدثنا محمد بن عمر عن أبي ردة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال فيغفرها الله ويضعها على اليهود والنصارى).

أليس ذلك طعنًا في عدل الله المطلق والإساءة إلى رسوله بالتقوّل عليه كذبًا وافتراءً عليه، ومثل هذه الإفتراءات كثيرة والتي أصبحت مناهج علمية في المعاهد الدينية مما يشكل عقل الطلبة ويجعله مبنياً على الكراهية والتميز عن باقي عباد الله، وأنهم هم وحدهم يملكون الحقيقة وذلك على مدى أربعة عشر قرنا.

وأضاف: تم غسل عقول المسلمين بتلك الروايات المسمومة، بينما يريد الله لعباده ألا يتبعوا غير رسول الله فيما أنزله الله عليه في الكتاب المبين، ولا شيء غيره فالطريق إلى الحق واضح والأمر الإلهي للناس بإتباع المنهج الإلهي لا شك فيه.

فماذا ينتظر أصحاب القرار بعد ما أدركوا أنَّ رسالة الإسلام في خطر، وأنَّ شيوخ الدين قد تمكنت منهم الروايات وأحكمت أنيابها في عقولهم؟ فكيف يمكن أن يتحرروا منها ، وقد تربوا عليها سنين طويلة وقدسوا أصحابها وجعلوهم أولياء يقربونهم للجنة ويشفعون لهم يوم الحساب، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، قال تعالى: يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا ۖ وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّهِ «١٩») (الإنفطار).

وقال تعالى: (الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ۚ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ «١٧») (غافر).

وقد وضع الله سبحانه قاعدة العدل المطلق لكل خلقه بمختلف دياناتهم بقوله سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ «١٧») (الحج).

والسلام على من اتبع كتابه وآمن بما أُنزل على رسوله وأطاع الله في عبادته ومعاملاته وسلوكه.

Leave A Reply

Your email address will not be published.