إعصار ميلتون “الخطر للغاية” يجتاح سواحل فلوريدا مصحوبا بأمطار غزيرة ورياح عاتية
بدأ الإعصار ميلتون، المصنف “خطر للغاية” من الفئة الثالثة على مقياس من خمس فئات تصاعدية، باجتياح سواحل ولاية فلوريدا جنوب الولايات المتحدة ليل الأربعاء. وصاحب الإعصار رياح عاتية وأمطار غزيرة وفيضانات مفاجئة، ما ينذر بليلة طويلة وقاسية على سكان المنطقة التي تعرضت لإعصار مدمر آخر قبل أسبوعين فقط.
وأورد المركز الوطني للأعاصير أن “البيانات تشير إلى أن عين الإعصار ميلتون وصلت إلى اليابسة بالقرب من سييستا كي بمقاطعة ساراسوتا” المكتظة بالسكان، والواقعة على الساحل الغربي لولاية فلوريدا. وحذر المركز من أمواج مد وجزر يتوقع أن تغمر ساحل الخليج المكتظ بالسكان في غرب فلوريدا، وسط مخاوف من حدوث دمار هائل واحتمال سقوط قتلى.
ومن المتوقع أن يضرب الإعصار ميلتون لاحقا المناطق الداخلية، وصولا إلى المحيط الأطلسي، حيث يمر مساره بمدينة أورلاندو السياحية، موطن عالم والت ديزني.
وفي المدن الواقعة على طول الساحل الغربي لولاية فلوريدا، عصفت الرياح بشدة وهطلت الأمطار بغزارة. وفي مدينة ساراسوتا القريبة من سييستا كي، تسببت الزوابع بتطاير ألواح الزجاج من المباني الواقعة على الواجهة البحرية، في حين كانت الشوارع مهجورة.
وكانت الرياح عاتية لدرجة أن الأشجار انحنت بالكامل تقريبا، إذ بدت بالكاد قادرة على تحمل شدة هذه الزوابع. وأغلقت المتاجر أبوابها التي تم تدعيمها بأكياس من الرمل، وكتب أحدهم على لوح خشبي ثبت على نافذة مبنى قديم من الطوب الأحمر: “ارفق بنا يا ميلتون”.
وحرم ما لا يقل عن 1,6 مليون منزل من التيار الكهربائي ليل الأربعاء الخميس على ما ذكر الموقع المتخصص “باور اوتيتدج”. وتراجع تصنيف ميلتون إلى الفئة الثالثة على سلم من خمس فئات، إلا ان المركز الأمريكي للأعاصير لا يزال يعتبره “قويا”.
وحذر الرئيس الأمريكي جو بايدن مساء الأربعاء من أنه يُنتظر أن يكون ميلتون “من أكثر الأعاصير تدميرا منذ قرن في فلوريدا”. وتسبب ميلتون المصحوب ب”رياح قصوى” منذ بلوغه اليابسة، بفيضانات “مباغتة” على ما أوضحت نشرة المركز الأمريكي للأعاصير.
وتوقع المركز الأمريكي للأعاصير أن يعبر ميلتون ولاية فلوريدا من غربها إلى شرقها مرورا خصوصا بمدينة أورلاندو حيث أغلقت متنزهات ديزني الشهيرة أبوابها. وتوقفت حركة الملاحة أيضا في مطاري تامبا وساراسوتا. وسجلت زوابع أيضا في وسط الولاية وجنوبها بحسب محطة “وسذر تشانيل” المتخصصة.
“متوتر”
في المنطقة التي بلغ فيها ميلتون اليابسة، تحصن السكان في الداخل في منازلهم أو في مراكز خصصت لذلك.
قبل وصول الإعصار إلى تامبا، قال راندي برايور البالغ 36 عاما إنه “متوتر” مؤكدا أن المنطقة لا تزال تعاني تداعيات الإعصار هيلين الذي “أشبع التربة ماء”. وفي مدينة فورت مييرز الكبيرة على ساحل الولاية الغربي، شددت ديبي إدواردز على أن “الجميع قلق” مضيفة “يبدو كأن أعراض ما بعد الصدمة حلت علينا” بعد إعصار إيان المدمر قبل سنتين. إلا انها قررت عدم الرحيل.
وبعد أسبوعين من مرور الإعصار هيلين في المنطقة نفسها وأسفر عن ما لا يقل عن 236 قتيلا في جنوب شرق الولايات المتحدة بينهم 15 على الأقل في فلوريدا، حذرت دايان كريسويل مديرة الوكالة الفدرالية للاستجابة للكوارث الطبيعية من أن ميلتون “سيكون عاصفة قاتلة وكارثية”. ومنذ أيام تحض السلطات سكان المناطق المعنية بتعليمات إخلاء على المغادرة مؤكدة “إنها مسألة حياة أو موت”.
والأعاصير شائعة في فلوريدا ثالث كبرى ولايات المتحدة من حيث عدد السكان والتي تجذب الكثير من السياح. إلا ان التغير المناخي من خلال رفع حرارة مياه البحار يزيد من قوة الأعاصير بسرعة ومن خطر وقوع ظواهر قصوى على ما يفيد العلماء.
“حان الوقت ليحتمي الجميع”
وقبيل وصول عين الإعصار إلى سواحل فلوريدا، صرح رون دي سانتيس حاكم الولاية خلال مؤتمر صحفي: “حسنا، لقد وصلت العاصفة. حان الوقت للجميع للاحتماء”.
وقال دي سانتيس “إن الأوان فات، وأصبح من الخطر للغاية إجلاء أي شخص”، داعيا بالتالي الناس إلى ملازمة أماكنهم والصمود في وجه العاصفة أينما كانوا. وأضاف الحاكم: “ابقوا في الداخل، وابتعدوا عن الطرق. مياه الفيضانات والأمواج المرتفعة خطرة للغاية”.
وبسبب الإعصار، أغلق مطارا تامبا وساراسوتا حتى إشعار آخر. ويذكر أن الإعصار ميلتون وصل بعد أسبوعين فقط من الإعصار المدمر هيلين الذي ضرب فلوريدا وولايات أخرى في جنوب شرق البلاد، وخلف دمارا جسيما وخسائر بشرية فادحة.