«الأركان الحقيقية للإسلام كما جاءت في القرآن» (1)..الحلقة الثالثة والعشرين من الجزء الثاني من كتاب ومضات علي الطريق للمفكر العربي علي محمد الشرفاء

0

أعزاءنا القراء.. من جديد نواصل معكم نشر الجزء الثاني من كتاب ومضات علي الطريق، وهو عبارة عن مقترحات لتصويب الخطاب الإسلامي للمفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي، وجاءت الحلقة الثالثة والعشرون بعنوان« الأركان الحقيقية للإسلام كما جاءت في القرآن» وهي الحلقة الأولي من المقال، وتحدث فيها المؤلف عن حقيقة القول إنَ أركان الإسلام الرئيسية قد انحصرت فيما أسموها الأركانَ الخَمسة هي النطق بالشهادتين وتأدية الصلاة والزكاة والصوم والحج ، مشيرا إلى أن  العلماء  لم يكلفوا أنفسهم مشقة تبيان الأركان الحقيقية للإسلام التي تضمنتها آيات القرآن الحكيم، بل أنّهم نقلوا إلينا مفاهيم وتأويلات فقهية واجتهادات بشرية حولت الوسائل التي هي الشعائر إلى غايات ، وموضحا أنَّ أركان الإسلام هي وسائل تُذَكّر الإنسان بتلك التشريعات الإلهية والقيم والمبادئ، وليست غايات كما يعتقد البعض، وإلى نص ما قال وكتب المؤلف

« الأركان الحقيقية للإسلام كما جاءت في القرآن» (الجزء الأول)

إن أول ما يتبادر إلى الذهن ونحن بصدد هذا العنوان الذي نوجه به تحذيرًا في غاية الأهمية، من أنَّ هجر القرآن والإنصراف عنه، واتباع الروايات المُلفّقة، هو الوقوف على ما شاع وتناقله المسلمون منذ قرون على أنها مسلّمات لا بدّ من الإذعان لها من دون مراجعة أو تدبر أو تحقق..

 فمن ذلك القول إنَّ أركان الإسلام الرئيسية قد انحصرت فيما أسموها الأركانَ الخَمسة للإسلام»، حيث تربت عليها أجيال ونشأت على تعليم أركان الإسلام بأنها تنحصر فقط في النطق بالشهادتين وتأدية الصلاة والزكاة والصوم والحج ، إذ اعتبروها إسلامًا في حد ذاتها، وليس في المباديء التي تدعو إليها.

ولم يكلف العلماء -الذين روجوا وادعوا اختزال الإسلام فيما أسموه بالأركان الخمسة- أنفسهم مشقة تبيان الأركان الحقيقية للإسلام الذي تضمنته آيات القرآن الحكيم.

إنَّ كلَّ ما فعله دُعاة الإسلام وشيوخه القدماء وقاموا به، أنّهم نقلوا إلينا مفاهيم وتأويلات فقهية واجتهادات بشرية حوّلت الوسائل التي هي الشعائر وجعلتها غايات.

فالتبس الأمر وغاب عن الناس أصل الدين ومقاصده العليا، تلك التي يدعو إليها القرآن، والتي تجسّد في حقيقتها الإسلام الذي جاء به النبي (ﷺ) والأنبياء من قبله بما شملته الرسالة من تقويم للفرد وبناء شخصية المسلم، بمجموعة من الأخلاق والفضائل والقيم النبيلة، لخلق مجتمعات مُسالمة يتحقق فيها العدل والرحمة والحرية والتعاون فيما بين أفرادها، ويتمتعون بما منحهم الله سبحانه من نعم مختلفة من زروع وثروات متعددة ليعيشوا في رغد من العيش وتوافر الرزق والحياة الكريمة ، يعُمَّها الأمن والرخاء والسلام.

فقد وعدهم الله -سبحانه- إذا اتَّبعوا أوامره بالجنة بقوله تعالى:

(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ «٣٠») (فصلت).

فلا عجب إذن ولا غرابة في أن نجد المسلمين اليوم يفتقدون كثيرًا من الأخلاق والقيم والمبادئ الإنسانية، فنرى غالبية المسلمين ممَّنْ يصلّون ويصومون ويحجون، سلوكهم ليس من الإسلام في شيء، ذلك لأنَّهم شبّوا على الإعتقاد الخاطئ بأنَّ الطقوس أو الممارسات التعبدية هي الغايات والأهداف، أما الأخلاق والمبادئ والقيم الإنسانية العليا فليست من الأركان أو من الأصول الإسلامية.

ولم يخرج حتى يومنا هذا مَنْ يُطلِقها جليَّة واضحة صريحة ويعتمدها في مقرَّرات التعليم، ويُعلن بصوت مسموع أنَّ الشعائر الدينية وسيلة لأجل هدف وغاية سامية ترتقي بالفرد لمصاف الإنسانية العليا، تلك التي ينشُدها هذا الدين من تقويم لشخصية الفرد، ليكون عضوًا صالحًا في المجتمع، يساهم في كل ما ينفع الناس ويصلح حالهم ، تربَّى على الفضيلة والأخلاق النبيلة التي يدعو إليها الخطاب الإلهي في كتابه الكريم.

فالمبادئ والقيم والأخلاق من أجلها جُعِلت الصلاة والزكاة والصيام والحج، وأنَّ ما أطلقوا عليها أو حصروا تسميتها بـ «الأركان الخمسة للإسلام»، تجاهلوا أو غفلوا عن أنّها مجرد وسائل موصلة لمقاصد وغايات عُليا هي الأخلاق والقيم والمبادئ السامية التي ترتقي بسلوك الإنسان وتعامله مع الناس.

إنَّ جُملة الممارسات والشعائر التعبدية من صلاة وصيام وزكاة وحج ، هي في الأساس وسائل تدفع بالإنسان إلى الوصول إلى الإسلام الذي هو جُملة الأخلاق التي جاء بها القرآن ودعا إليها النبي (ﷺ) والأنبياء من قبله.

وهذه الوسائل تكمُن قيمتها بالتدبر في القرآن لمعرفة مُراد الله -تعالى- في آياته ، لصالح عباده من التربية بالأخلاق النبوية والتزكية بطهارة القلب وكبح جماح النفس عن الظلم، والاعتداء على الناس والافتراء بدافع القوة أو الثروة أو السلطة والمكانة الإجتماعية.

فغاية التذكير والتربية والتزكية عبادة الله، وتفعيل دور الأخلاق في الممارسات البشرية لصلاح المجتمع الإنساني والاستخلاف في الأرض وعمارتها، ليصلوا بذلك إلى تحصيل السعادة حينما يتحقق للناس الرحمة والعدل والحرية والسلام، وتكون الكلمة الطيبة وسيلة التخاطب بين الناس، لتتحقق الألفة والمودة والتراحم وليعيش جميع الناس في أمن وسلام.

وإن ما يردّدونه ويطلقونه في شعار أركان الإسلام المختزلة، ليس بمُستغرب. فلا يوجد نص في كتاب الله القرآن المجيد يدل عليه، ولا توجد آية تتحدث عنه في الخطاب الإلهي والذي يصادم مفهوما قرآنيًّا واضحًا، حين لا تكون الأخلاق والمبادئ والقيم الإنسانية العادلة موجودة ضمن أركان الإسلام التي تدعو لها رسالة الإسلام، والتي أنزلها الله على رسوله الكريم مما يعني بأننا تعبدنا بالمظهر وتركنا الجوهر الذي هو الغاية السامية لرسالة الإسلام.

إن مصطلح الأركان الخمسة للإسلام، إنّما هو من قبيل الوضع الإصطلاحي، وَضَعَه الفقهاء إستنادًا لرواية البخاري ومسلم، منقولا عن ابن عمر بن الخطاب، حيث قال:

سمعت رسول الله (ﷺ) يقول: بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان».

هذا هو سند الروايات بحضر أركان الإسلام في شعائر العبادات، وتلك هي حجة ما يسمونهم بعلماء الدين الذين صدقوا الروايات بلا نص من كتاب الله.

لتتحول تلك الرواية لرسم ملامح الدين بكامله ، بل ينسفون بهذه الرواية منهجًا قرآنيًّا واضحًا فيما يتعلق بمنهج إلهي متكامل، لسعادة الإنسان في التشريع، الذي يُستنبط منه القوانين لتنظيم العلاقات الإجتماعية بين الناس وتقنين كافة المعاملات المدنية، وما فيه من دعوة لاتِّباع قِيَم الفضيلة والأخلاق الكريمة في التعامل بين الناس، وفيه قواعد الحدود وأسس حماية المجتمع من الإعتداء على الحقوق والممتلكات الذي يحقق الأمن الإجتماعي.

وحيث أنَّ الأصل في الدين أن يقوم على العدل والأخلاق والمبادئ الإنسانية السامية تأتي هذه الرواية لتقول عكس ذلك. بل وتختزل أركان الإسلام في ممارسات تعبدية وشعائر إنْ أقامها الفرد حَسُنَ إسلامه واستقام دينه ولو كان سارقًا أو خائنًا أو كاذبًا أو حتى قاتلًا، ما دام قد أدى الأركان المذكورة، ومن هنا نرى أنَّ القرآن الكريم حدد معالم الإسلام لرسالته للإنسانية التي تبيّن للناس حقيقة الرسالة بقوله تعالى:

 (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ «١٧٧») (البقرة).

وقال تعالى:

(وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا «٦٣») (الفرقان).

وقال تعالى:

(وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ «٣٤») (فصلت).

وقال تعالى:

(وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا «٥٣») (الإسراء).

وقال تعالى:

(وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا «٢٣» وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا «٢٤») (الإسراء: ٢٣- ٢٤).

وقوله: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا «٢٦») (الإسراء).

وقوله تعالى:

(وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا «٢٩») (الإسراء).

وقوله تعالى:

(وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا «٣١» وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا «٣٢» وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا «٣٣» وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ۚ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ ۖ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا «٣٤» وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا «٣٥» وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا «٣٦» وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا «٣٧») (الإسراء: ۳۱-۳۷)

وقال تعالى:

(يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ «١٧» وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ «١٨» وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ «١٩») (لقمان: ۱۷-۱۹).

وقال تعالى:

(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ «٩٠») (النحل ).

وقال تعالى:

(قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۖ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۖ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ «١٥١») (الأنعام).

وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ «١٢») (الحجرات).

وقال تعالى:

(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا «٥٨») (النساء).

والأمثلة كثيرة للآيات التي تحُضّ على التمسك بالأخلاق والقِيَم القرآنية النبيلة.

فأين المسلمون من تلك الأخلاق والسلوك التي أراد الله تعالى باتباعها لبناء مجتمعات حضارية متحابة متراحمة متعاونة على العمل الصالح؟

وكيف أُسقط من أركان الاسلام المنهج الإلهي المتكامل لصالح الإنسان، وتم التعتيم عليه، وهو من أهم الأسس في التربية الإنسانية لإعداد الإنسان الصالح الذي يشارك في بناء مجتمع التعاون والمحبة والسلام ليعيش الناس جميعًا في أمن ورخاء واستقرار.

فعلى المسلمين أن يستعيدوا القِيَم القرآنية النبيلة، ليشاركوا الإنسانية جمعاء بالنهوض في بناء مجتمع الفضيلة والتطور الحضاري حماية لحقوق الإنسان في الحياة والحرية وحق السعي للرزق والعيش الكريم.

تلك كانت بداية الطامة الكبرى لأمتنا، إذ رأينا المساجد عامرة بالمصلين والملايين في موسم الحج والعمرة والتباري في دفع الزكاة، والصيام على أشُدّه.

وإلى جانب ذلك وجنبًا إلى جنب رأينا الغش، والفساد والسرقة والاقتتال بين المسلمين رأينا البيئة الحاضنة للتردي الأخلاقي والسلوكي هي بيئة ومحيط ملتزم كل الإلتزام بالأركان المُختزلة المدَّعى بأنها هي فقط أركان الإسلام.

نعم، رأينا كل ذلك ما دامت الإنطلاقة والقاعدة التعريفية لأركان الإسلام قد اختزلت أركانه في الشعائر الدينية الخمسة، وسنرى أكثر من ذلك ما دمنا مُصرِّين على عدم مراجعة الأمر وتصويبه وفق الخطاب الإلهي في القرآن الكريم، والذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

 ولو تدبّرنا كتاب الله حق التدبّر ، لوقفنا على الأمر من دون لبس أو إبهام، فالإسلام يقوم بنيانه على الأخلاق، وما تكاليف العبادات إلا وسائل تصل بنا لتمام التوحيد والسمو الأخلاقي وتطهير النفس وتزكيتها. فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر من ظلم وأكل أموال الناس بالباطل، ونقض العهود والنميمة والإشاعات والإعتداء على الناس دون وجه حق والتعاون على الإثم والعدوان.

والزكاة مهمة في مساعدة الفقراء والمساكين وتقليص الحاجز النفسي بين الأغنياء والفقراء، والتعامل معهم بالرحمة والإحسان ذلك يحصن المجتمعات من السرقة أو الإعتداء على الأموال وتطهير النفس من الشح. وتعتبر الزكاة عبادة عظمها الله -سبحانه- وجعلها دائمًا مقترنة بالصلاة، حيث قوله تعالى:

(وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ «٤٣») (البقرة).

وبتنفيذ الطاعة لله يتحقق بذلك للإنسان اليقين، بأنَّ الله سيعوضه عما أنفق، وتتأكد ثقته في وعد الله، فما عند الله من رزق لا ينفد، كما تُطهر الزكاة النفْس من الجشع والخوف من نقص المال، ليؤمن الإنسان بأنّ مَنْ رزقه في الماضي لن يتخلّى عنه في المستقبل.

وحج بيت الله الحرام، حيث يرى الناس أنفسهم جميعًا من شتى بقاع الأرض متساوين في الملبس والمسكن، تذوب الفوارق بين الناس حينما يتساوى الملك والصعلوك والغني والفقير والقوي والضعيف، والكل أعناقهم مُشرئبة للسماء والكل ينادى لبيك اللهم لبيك والله أكبر مما نخاف ونحذر ، فلا كبير غير الله ولا غني غير الواحد الأحد ولا ملك غير الحي القيوم.

يستهدف حج بيت الله التعارف بين المسلمين من أجل تحقيق مصالح ومنافع بينهم، حيث يقول سبحانه تعالى:

(لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ «٢٨») (الحج).

وتحقق تلك الرحلة الدينية ممارسة عملية في التواصل بين الناس والتعارف، كما يتخلى الإنسان عما لحقه من شوائب وآثام في حياته الماضية، يلجأ إلى الله بالذكر والدعاء أثناء الطواف والسعي، حيث يرى كل إنسان مشغولاً بنفسه وكل إنسان يسعى مُلبيًا وداعِيًا الله أن يغفر له ما اقترفه من ذنوب راجيا توبته ورضاه.

فيبدأ الإنسان بعد عودته من الحج أو العمرة إلى وطنه ، يراجع حساباته ويؤكد استمرار صلته مع الله في عبادته وعمله، حيث يعود إلى رشده ويدرك حقيقة خلقه ويستمد الطاقة من ربه وترتقي بذلك نفسه.

يرجع لوطنه وقد ازداد إيمانًا وأدرك قيمة الحياة، فهي متاع الغرور ليصحح من سيرته فيتحسن سلوكه ليعيش حياة سعيدة مطمئنة وراضية بما قسم له الله من رزق وصحة.

وأما الصوم في شهر رمضان، فهو التزام بطاعة الله، وتدريب النفس على السيطرة على الشهوات، وكبح جماحها عن كل ملذات الحياة، والإنقطاع لعبادة الله وحده، والتحلي بالأخلاق الفاضلة بممارسة التسامح مع الناس والإحسان إليهم والإعراض عن اللغو.

ولا يتعالى على خلق الله ولا يأكل أموال الناس بالباطل، وأن يتحلى بالصدق والوفاء بالعهود والعقود وعدم الإعتداء على الناس باللسان أو باليد، والإبتعاد عن النميمة يطهّر النفوس فترتقي إلى مصاف عباد الرحمن الذين استقاموا على الصراط المستقيم وتسابقوا إلى الخيرات وعملوا الصالحات.

فكل الشعائر والعبادات هي وسائل لتلك المقاصد الأخلاقية، ذلك أنّ الإسلام يتمحور في عنوان الأخلاق العالية التي دعا إليها القرآن، وهي نفسها الأخلاق التي دعا إليها الأنبياء والتزموا بها – عليهم السلام – حتى مَبْعَث الأمين محمد (ﷺ) خاتم الأنبياء والمرسلين.

إذن لا يوجد نص في القرآن جاءت آياته تقول إنّا أرسلنا رسولنا ليقيم الناس الصلاة والزكاة والصوم والحج، فهذه ليست مقاصد -الخالق سبحانه- ومراده لخلقه، وإنما هي فرائض وشرائع ليست مطلوبة لذاتها ، وإنما وسائل مطلوبة لغيرها. وهو تحقيق العبودية لله تعالى، والإستخلاف وعمارة الأرض، والإلتزام بالتشريعات الإلهية والعِظات الأخلاقية وقواعد التعامل بين الناس من رحمة وعدل وسلام وحرية وإحسان وتعاون وتحريم قتل النفس البريئة، واحترام العهود ، وتأدية الأمانات إلى أهلها وعدم أكل أموال الناس بالباطل، وعدم الإعتداء على الناس بكل أشكاله ماديًا أو معنويًا تلك التى أُسقِطَت من أركان الإسلام.

ولذلك أرسل الله الرسل وأنزل معهم كتبه ليقوم الناس بالقسط في كل الأعمال الخيرة والفضائل والأخلاق التي من موجباتها الإرتقاء بأخلاقيات الإنسان حتى لا يفسدوا في الأرض أو يعتدوا على الناس ويسفكوا الدماء، ولكي يخلف بعضهم بعضًا ويعمروا الأرض حق عمارتها ، ليكونوا قد أدوا الأمانة فينالوا بذلك سعادتهم في الدنيا والآخرة.

من هنا كانت هذه العبادات في القرآن الكريم وسائل تؤدي إلى غاية من الغايات أو هدف عظيم، فالصلاة في المفهوم القرآني وسيلة يُستعان بها لما هو أعلى منها:

(وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ «٤٥») (البقرة).

وكذلك الصيام هو وسيلة فقط إلى غاية تُسمى التقوى:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ «١٨٣») (البقرة).

فالغاية هي التقوى كما في قوله تعالى:

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ «٢١») (البقرة).

والتقوى هي أداء تكاليف العبادات كما أمر الله والخوف منه يوم الحساب، الذي يمنعه من ارتكاب كافة أنواع المعاصي وكفّ الأذى والعدوان والبعد عن الظلم والبغي، والتقرب إلى الله بتلاوة القرآن والتدبر في آياته واتِّباع ما أحلَّ الله وما حرمه، قال تعالى:

(وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ «٢») (المائدة).

إنَّ الله يأمر المسلمين بالتوسع في أعمال الخير والإحسان والتعاون في كافة سبل الخير والإصلاح بين الناس، والتكافل في مساعدة المحتاجين ورفع الضرر عن المظلومين والإمتناع كُليًّا عن مساعدة الظالمين وإعانة المعتدين واتِّباع سُبُل العدل والدفاع عن الحقوق.

 وقد ابتليت الأمة ببعض فقهاء السوء، خدعوا الناس باجتهاداتهم وما استمدوها من روايات تُدعِم استنتاجاتهم لصرفهم عن الخطاب الإلهي للناس، وعَمِل هؤلاء بدعوتهم إلى حضر الأركان في العبادات.

وعملوا على إلهاء الناس وصرفهم عن الغايات، والأهداف العُليا للإسلام واستبدالها بالوسائل، لأنَّ العبادات سهلة التطبيق ولا تحتاج إلى جهد في مجاهدة النفس، وتطويعها وكبح جماحها في تدريبها على أخلاق القرآن وفضائله النبيلة التي أمر الله المسلمين بأن يلتزموا بها في معاملاتهم وسلوكياتهم.

وليس في كل الأحوال تكون النوايا حسنةً والمقاصد طيبةً، بل إننا نستشعر أنَّ حملات استهداف الأمة فكريا وعقائديا كانت الروايات والإسرائيليات، تقف خلف هذا الهدف، للحيلولة دون قيام الأمة ونهوضها لينشغل المسلمون في دوامة المناظرات والفلسفات المستوردة من أوروبا، والإنزلاق في تصديق الروايات التي فرَّقت المسلمين شِيَعًا وطوائف وأحزابًا ، يقاتلون بعضهم بعضًا في حين نقرأ في القرآن أنَّ النبي جعله الله رحمة للعالمين بقوله تعالى:

(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ «١٠٧») (الأنبياء ).

ثم لا نرى هذه الرحمة عند المسلمين، ونقرأ أنَّ القرآن ذِكرُ للعالمين، حيث يقول سبحانه:

(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ «١٠٧») (الأنبياء).

وقوله تعالى:

(إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ «٢٩») (فاطر).

ثم لا نراهم يتلون القرآن للتفكُر فى مقاصد آياته ولا يتدبرون ما فيه من حكم ونصائح، ولا يتفكرون في خلق السماوات والأرض أو يستنبطون منه التشريعات اللازمة لضبط نظم الحياة ومتطلباتها، من قوانين تنظم حياة المجتمعات الإسلامية بتشريعات وضوابط لسلوكيات أفراده.

ذلك أنَّ حشد الروايات الملفّقة، وفتاوى علماء السلطان على مرّ العصور كانا سببًا في الإلتباس الذي نراه في فهم المسلمين لأركان الإسلام الخمسة.

وإذا أردنا العودة للتعرف على رسالة الإسلام قبل هذا التغيير فلا بد من العودة لمصدر الإسلام الأول قبل حدوث هذا التبديل الكبير والتقصير، عندما كان رسول الله (ﷺ) يُعلِّم أصحابه الحكمة، وما ترمي إليه مقاصد آيات القرآن الكريم، ويرشدهم لاتباع المنهج الإلهي لدين الإسلام لنقف على أركان الإسلام الكاملة لا المختزلة، والتي على رأسها الأخلاق والعدل والرحمة والحرية والسلام والفضيلة وتحريم الفساد في الأرض والتي نادت بها دعوات الأنبياء جميعًا في مختلف العصور.

تأتي الرسالات لتؤكد أنَّ الله قد خلق الإنسان على هيئة من العلوّ والرفعة، إرتقت به عن سائر مخلوقاته، بقوله تعالى:

(وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا «٧٠») (الإسراء).

ومع تكريم الله للإنسان سخَّر له كل الثروات التي على الأرض وما في باطنها ، فهو مخلوق لإعمار هذه الأرض بالعلم والمعرفة، التي علمه الله الأسماء كلها عند خلق (آدم) لتوظيف نعم الله لما ينفع الناس ويحقق لهم متطلبات العيش الكريم بقوله سبحانه:

(وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ «١٣») (الجاثية).

كل تلك النعم تتطلب من الإنسان البحث والتفكير والدراسة العلمية، لمعرفة عظمة الخالق في قوانين الكون ليزداد الناس إيمانًا بقدرته المطلقة، إضافةً إلى ما يصل الإنسان إليه من معرفة في توظيف نتائج أبحاثه العلمية في استغلال الثروات الطبيعية، لصالح الإنسان -كما أمرنا الله في الآية المذكورة أعلاه- ولما ينفع الناس في حياتهم الدنيا من  مأكل ومشرب، ووسائل الراحة وغيرها من متطلبات الحياة.

والشكر لله بالمحافظة على تلك النعم والقيام بواجباتها لتنفع الناس جميعًا، إضافةً إلى ما يجب اتباعه من الخُلق الكريم والتسمك بالفضيلة، أساسها الرحمة والعدل والمحبة والتعاون والإحسان والسلام.

فهل يمكن أن يحسن بنو آدم إعمار الأرض واستثمار ما فيها من ثروات وهم في نزاع وقتال وتظالم وحسد وكبرياء وصراع دائم؟

ولذلك أتى الأمر الإلهي بالتعاون على البر والتقوى وعدم التعاون على الإثم والعدوان، وأكرم الناس عند الله المتقون الذين يتقبل الله منهم أعمالهم وعباداتهم، قال تعالى:

(بَلَىٰ مَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ وَاتَّقَىٰ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ «٧٦») (آل عمران).

الذين يخافون الله ويخشون عقابه ويتَّبعون ما أُنزل على رسوله الكريم أعد الله لهم جنات النعيم، والذين اتبعوا الشيطان وتخلّوا عن أوامر الله، حيث يدفعهم الشيطان للظلم واقتراف الإثم والجرائم وأكل أموال الناس بالباطل، فجزاؤهم عند الله القيامة عذاب عظيم، بينما يأمر الله يوم سبحانه الناس بالإحسان والتعاون والرحمة والعدل والسلام إذا اتبعوه حيث يتحقق لهم فى الحياة الدنيا عيش هنيء وسلام دائم.

لذا يمكننا القول في جزم قاطع، إنَّ غير المسلم الذي يحقق من خصال التقوى وحُسن المعاملة مع الناس وكف الأذى والعدوان، هو أكرم عند الله من فقيه مسلم أو داعية إسلامي مُستبد أو كاذب أو ظالم، لايخاف الله ولا يخاف عقابه يوم الحساب.

ولذلك سيتفاجأ المسلمون الظالمون بهذه الآيات في الآخرة وسوف يقولون عند يوم الحساب، كما قال الله تعالى:

(رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ «١٢»﴾ (السجدة).

ثم عندما يأمرهم الله سبحانه بقوله:

(وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ۖ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا «١٣») (الإسراء) .

ويُفاجأ بأنَّه لا يجد رصيدًا في كتابه من عمل صالح في حياته الدنيا

فيقع عليه العقاب.

تأمل القول في الآية المذكورة أعلاه:

(نَعْمَلْ صَالِحًا «١٢») (السجدة).

ولم يَقُل (نعلم) فالمصيبة المهلكة ليس في العلم وإنما العمل، أي ليس في الجهل البسيط، وإنما في العدوان والظلم والكذب والغش وإضاعة الأمانة، أما العمل الصالح كالرحمة والعدل والإحسان للإنسان والتمسك بالسلوك القويم الذي يدعو إليه القرآن الكريم تأكيدًا لقوله تعالى:

 (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ «٣٣») (فصلت).

وقوله تعالى: (مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ «٤٦») (فصلت).

إنّ ما تم الاعتقاد به أنّ أركان الإسلام خمسة، إنما هي مجموعة العبادات والشعائر التي يؤديها المسلمون، وهي في حقيقتها تؤدي إلى الإرتقاء بسلوكيات الإنسان من خلال جُملة من الأخلاق والمبادئ النبيلة والقيم الإنسانية السامية، وهي لا تختلف ولا تتبدل من نبي إلى آخر ولا من أمة إلى أمة ، فالصدق والأمانة والعدل والأمن والرحمة هي أخلاق مأمور بها عند كل الأنبياء.

وعند مختلف الأمم تلك أهداف الرسالات ومقاصد الآيات، ليتحقق للانسان حياة آمنة مستقرة وعيشًا كريمًا وتعاون بين الناس جميعًا ، ومد يد العون للمحتاجين والفقراء ومساعدة المساكين كما أمر الله :بقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الْأَرْضِ ۖ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلَّا أَن تُغْمِضُوا فِيهِ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ «٢٦٧» (البقرة).

فالإسلام في حقيقته هو الأخلاق والمبادئ الواردة في القرآن الكريم، وتتحدّد في أوامر الله -تعالى- ونواهيه للناس ليصلوا إلى تحقيق مراد الله في آياته، لينعم الإنسان في حياته الدنيا ليعيش آمنًا في مختلف المجتمعات البشرية ترفرف عليهم بركات الله ورحمته آمنين من أهوال يوم الحساب باتباع التشريع الإلهي، لقوله تعالى:

(قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۖ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۖ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ «١٥١» وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ۖ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ۖ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۖ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۖ وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ «١٥٢» وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ «١٥٣») (الأنعام: ١٥١-١٥٣).

وقال تعالى:

(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ «٩٠») (النحل ).

وقال تعالى:

(وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلًا مَّيْسُورًا «٢٨» وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا «٢٩» إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ۚ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا «٣٠» وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا «٣١» وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا «٣٢» وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا «٣٣» وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ۚ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ ۖ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا «٣٤» وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا «٣٥» وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا «٣٦» وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا «٣٧» كُلُّ ذَٰلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِندَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا «٣٨» ذَٰلِكَ مِمَّا أَوْحَىٰ إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ ۗ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَتُلْقَىٰ فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَّدْحُورًا «٣٩») (الإسراء: ۲۸-۳۹).

وقوله تعالى:

(وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ «٣٧» وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ «٣٨» وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ «٣٩» وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ «٤٠» وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَٰئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ «٤١» إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ «٤٢» وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ «٤٣» وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ مِّن بَعْدِهِ ۗ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَىٰ مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ «٤٤») (الشورى: ٣٦-٤٤).

إنَّ أركان الإسلام من صلاة وزكاة وصيام وحج، هي وسائل تُذَكّر الإنسان بتلك التشريعات الإلهية والقيم والمبادئ، التي ذكرها الله تعالى – في الآيات الكريمة أعلاه التي يجب على الإنسان أن يلتزم بها قولا وعملا ، يؤدي تكاليف العبادة ويعمل صالحًا فينال بذلك سعادته في الدنيا والآخرة.

تنقسم أركان الإسلام إلى ثلاثة محاور وهي كما يلي:

المحور الأول: العبادات

1. شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.

2. الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر.

3. إقام الصلاة.

4. إيتاء الزكاة.

5. صوم رمضان.

6. حج البيت لمن استطاع اليه سبيلا.

7. التفكر والتدبر في القرآن الكريم وفي مخلوقات الله تعالى.

المحور الثاني: منظومة القيم والأخلاق

* بر الوالدين:

1- (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ «١٥») (الاحقاف).

2- (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا «٢٤») (الإسراء).

3- (وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلًا مَّيْسُورًا «٢٨») (الإسراء).

4- (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ «١٥») (القمان).

5-(وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا «٢٣») (الإسراء).

* العلاقات الزوجية

1- (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ «٢١») (الروم).

2- (وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا ۚ أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا «٢٠») (النساء).

3- (الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ «٢٢٩») (البقرة).

4- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا «١٩») (النساء).

5- (وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ ۚ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَٰكِن لَّا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَن تَقُولُوا قَوْلًا مَّعْرُوفًا ۚ وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ «٢٣٥») (البقرة).

6- (وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ۚ فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا «٤») (النساء).

ونستكمل الجزء الثاني من « الأركان الحقيقية للإسلام كما جاءت في القرآن» في الحلقة القادمة بإذن الله

Leave A Reply

Your email address will not be published.