قصف شامل ووضع كارثي.. جرائم الاحتلال في خان يونس
كثف جيش الاحتلال عدوانه على مدينة خان يونس، وقصف مناطق قريبة مستشفى “ناصر” الأكبر في المدينة الرئيسية بجنوب غزة، ما يهدد بخروجها عن الخدمة، بسبب القصف الإسرائيلي وأوامر الإخلاء.
وذكرت صحيفة” الجارديان” البريطانية، نقلا عن سكان خان يونس وطاقم طبي، إن العدوان الإسرائيلي أصبح على بعد أمتار من مستشفى ناصر، وهو أكبر مستشفى لا يزال يعمل جزئيًا في غزة، خلال الأسبوع الماضي، ويستقبل مئات الجرحى يوميًا منذ أن ركز جيش الاحتلال هجومه على الجنوب الشهر الماضي.
ولطالما زعم الاحتلال أن مقاتلي الفصائل ينشطون داخل المستشفيات التي يستهدفها القصف في غزة. وقد توقف الآن ثلثا مستشفيات غزة عن العمل، ومن شأن خروج مستشفى “ناصر” عن الخدمة أن يفاقم أزمة علاج الجرحى جراء القصف الإسرائيلي المتواصل منذ 7 أكتوبر الماضي. وهناك اثنان من المستشفيات، هما الأقصى وغزة الأوروبي، معرضان أيضًا لخطر الإغلاق، وفقًا للأمم المتحدة.
وفي بيان صدر أمس الخميس، نفت حركة “حماس” المزاعم التي بثتها الإسرائيلية المفرج عنها شارون ألوني في مقابلة مع شبكة “سي. إن. إن” الإخبارية الأمريكية، بأنها وآخرين كانوا محتجزون في غرف بمستشفى ناصر. وقالت الحركة إن” تلك الادعاءات تتماشى مع أكاذيب إسرائيل وتحريضها القديم والجديد ضد المستشفيات لتبرير تدميرها”.
وفي نوفمبر الماضي، اقتحمت قوات الاحتلال مستشفى الشفاء في شمال غزة وزعمت عثورها على أسلحة ومعدات تابعة لحماس في المبنى، رغم أن الشكوك تحوم حول هذا الادعاء، وفندت وسائل إعلام غربية تلك الادعاءات.
ونقلت” الجارديان” عن منظمة “أطباء بلا حدود”، أمس الخميس، إن القصف العنيف الذي شنته قوات الاحتلال في خان يونس قرب مستشفى “ناصر” خلال الأيام الأخيرة أثار “الذعر بين المرضى والنازحين الذين يبحثون عن ملجأ هناك”. وقد لجأ آلاف النازحين إلى المستشفى بعد أن نصحهم جيش الاحتلال بالنزوح جنوبًا في وقت سابق من العدوان.
الوضع كارثي
وقال ليو كانز، رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في فلسطين، في مقطع فيديو تم تسجيله في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن القتال أصبح “قريبًا جدًا” وأن الوضع في مستشفى ناصر “كارثي”، مشيرا إلى أن غارة جوية ضربت منطقة على بعد 150 مترًا من مدخل المستشفى، الاثنين الماضي، ما أسفر عن استشهاد ثمانية وإصابة 80 آخرين.
وأضاف: “الجرحى الذين نعتني بهم، فقد الكثير منهم أرجلهم وأذرعهم. هناك جروح معقدة بالفعل وتتطلب الكثير من الجراحة. وليس لدينا القدرة على القيام بذلك الآن”.
وفي تحديثه اليومي للأعمال العدائية، قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، إن غارة جوية إسرائيلية أخرى أصابت مبنى يضم طاقمًا طبيًا يعمل لدى وكالات الإغاثة في مستشفى ناصر، في وقت مبكر من أمس الخميس، مما أدى إلى إصابة عدد من الأشخاص وإجبارهم على الإخلاء.
وأضاف المكتب الأممي، أن هذا الهجوم المبلغ عنه وما تلا ذلك من نقل للموظفين يزيد من تقويض القدرة الضعيفة بالفعل في المستشفى المكتظ بالجرحى والنازحين.
قصف شامل على خان يونس
وتحدث سكان خان يونس عن قصف مكثف في شمال وشرق المدينة وللمرة الأولى في الغرب، أمس الخميس، حيث قالوا إن الدبابات تقدمت لتنفيذ غارة قبل الانسحاب.
ونقلت الجارديان عن أحد السكان الذي يدعى أبو العبد: “ما يحدث في خان يونس الآن هو جنون تام، الاحتلال يقصف المدينة في كل الاتجاهات، من الجو والأرض أيضًا”.
ويعيش الرجل البالغ من العمر 45 عامًا الآن في خان يونس بعد أن نزح عدة مرات مع أسرته المكونة من سبعة أفراد منذ مغادرته مدينة غزة في الشمال في وقت سابق من العدوان.
وأجبر جيش الاحتلال مئات الآلاف من سكان شمال غزة، على النزوح إلى خان يونس، في أعقاب بدء العدوان في 7 أكتوبر الماضي، ويضطر هؤلاء النازحين الآن إلى الفرار مرة أخرى. وقد نزح ما يقدر بنحو 1.7 مليون شخص من إجمالي سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة.
العدوان على المقابر
وطال العدوان الإسرائيلي مقابر الشهداء والموتى في خان يونس، حيث أعلن جيش الاحتلال، أمس الخميس، أنه قام بنقل الجثث من “مقبرة النمساوي” القريبة من مستشفى ناصر، بعد تقارير عن تدمير المقبرة بالدبابات وإفراغ القبور، وزعم الاحتلال لـ”سي. إن. إن” أنه أخذ الجثث للتعرف على ما إذا كان هناك أي محتجزين بينهم.
تفجير جامعة
كما أظهر مقطع الفيديو، أمس الخميس، جيش الاحتلال وهي تفجر مجمع مباني جامعة الإسراء، خارج مدينة غزة شمال القطاع، وهي واحدة من الجامعات المتعددة التي دمرها الاحتلال.
وقالت الجامعة، التي تأسست عام 2014، في بيان لها، إن المبنى الرئيسي للدراسات العليا وكليات البكالوريوس تعرض للدمار، وأضافت أن قوات الاحتلال استولت على المجمع قبل 70 يوما، واستخدمته كقاعدة عسكرية ومنشأة احتجاز مخصصة لاستجواب المعتقلين الفلسطينيين قبل نقلهم إلى مكان مجهول.
وأدى العدوان الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، إلى استشهاد 24,620 فلسطينيًا، معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا للسلطات الصحية في القطاع، ويعتقد أن آلافا آخرين مدفونين تحت أنقاض المباني المدمرة، وأصيب عشرات الآلاف غيرهم.
ويزعم الاحتلال أن قواته قتلت نحو تسعة آلاف مقاتل من الفصائل، دون تقديم أدلة، وأن 193 من جنودها قتلوا منذ بدء الهجوم البري على غزة.