المفسدون في الأرض: «داعش» وأخواتها..الحلقة السابعة من الجزء الثاني من كتاب ومضات علي الطريق للمفكر العربي علي محمد الشرفاء

0

أعزاءنا القراء من جديد نواصل معكم نشر الجزء الثاني من كتاب ومضات علي الطريق، وهو عبارة عن مقترحات لتصويب الخطاب الإسلامي للمفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي، وفي الحلقة السابعة يذكر المؤلف  المفسدون في الأرض داعش وأخواتها، ليؤكد أن مثل هذه الحركات التي ترتدي ثياب الإسلام لا تعبر عنه، ولا عن رسالته، متسائلا :  كيف أتيتم ومن أي عصر قدمتم؟ هل أنتم الصورة المعدَّلة للتتار ؟ أم أنتم من الخوارج ؟هل عقدتم صفقة مع الشيطان الأكبر وتابعه إسرائيل؟ هل هانت عليكم أوطانكم حتى أصبحتم معاول هدم وتدمير في كل قطرٍ عربي؟هل سُلبت عقولكم وغابت ضمائركم فحصدتم الأوهام مقابل أرواحكم؟ هل تحققت لكم المتعة في الدماء التي تُريقونها والأرواح التي تُزهقونها ؟! هل أنتم مستمتعون بملايين اللاجئين من السوريين والعراقيين والليبيين؟ أم أنكم تقومون بتحقيق أهداف إسرائيل من النيل إلى الفرات؟ وما الثمن الذي تأملون؟ وما الجائزة التي تنتظرون؟

 مؤكدا أن هذه الحركات وأمثالها لا تعبر عن الدين الإسلامي الذي جاء رحمة للعالمين، وأنهم لا يمثلون إلا أنفسهم ومعتقداتهم المخالفة لتعاليم الله في كتابه العزيز، وإلى نص ما كتب المؤلف.

المفسدون في الأرض: «داعش» وأخواتها

من ماضٍ سحيق مليء بالكراهية والحقد والإرهاب، أتيتم تحملون شعار رسالة الإسلام، التي تحمل معاني السلام والعدل والرحمة، وتمارسون إجراماً حرَّمه الله على الناس جميعاً بقتل الأنفُس البريئة، ترتكبون أعظم جريمة ضد الإسلام بتشويه رسالته، تزرعون الخوف والفزع في قلوب الآمنين، وترسمون صورة قاتمة ووحشية عن دين الرحمة والعدل والسلام، وتفسدون في الأرض، لم تراعوا حُرمة النساء، ولم تحترموا براءة الأطفال، فاغتالت أياديكم المضرَّجة بالدماء آباءهم وأمهاتهم وأزواجهم، هدمتم بيوتهم وشردتموهم في البراري والقفار ونسيتم ربَّ السماوات القهّار الجبّار، الذي أمَرَ بالعدل فزاغت عنكم الأبصار، زرعتم الرعب في قلوب الآمنين، وحصدتم الرؤوس دون رحمة أو وازع من أخلاق ودين وإنسانية.

• كيف أتيتم ومن أي عصر قدمتم؟

• هل أنتم الصورة المعدَّلة للتتار ؟ أم أنتم من الخوارج ؟

• هل عقدتم صفقة مع الشيطان الأكبر وتابعه إسرائيل؟

• هل هانت عليكم أوطانكم حتى أصبحتم معاول هدم وتدمير في كل قطرٍ عربي؟

• هل سُلبت عقولكم وغابت ضمائركم فحصدتم الأوهام مقابل أرواحكم؟

• هل تحققت لكم المتعة في الدماء التي تُريقونها والأرواح التي تُزهقونها ؟!

• هل أنتم مستمتعون بملايين اللاجئين من السوريين والعراقيين والليبيين؟

أم أنكم تقومون بتحقيق أهداف إسرائيل من النيل إلى الفرات؟

• وما الثمن الذي تأملون؟ وما الجائزة التي تنتظرون؟

لن تنالوا غير الخزي والعار يُلاحقكم في الحياة الدنيا، وعذاب الآخرة ، فالله سبحانه يصفكم في كتابه الكريم:(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ«٨» يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ«٩» فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ «١٠» وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ «١١») (البقرة: ۸-۱۱)

ويؤكد سبحانه وتعالى نقضهم عهد الله بقوله: (الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ «٢٧») (البقرة).

وأن الله قدَّر عليكم حُكمه، يقول تعالى: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ «٣٣») (المائدة).

لقد أتتكم فرصة الغفلة التي تعيشها الأقطار العربية، واغتنمتم انشغال الشقيق بالشقيق، وأشعلتم الحريق بين أبناء الوطن الواحد، يقاتلون بعضهم بعضاً، وحشدتم المرتزقة من كل مكان لتدمير الأوطان وبث الرعب في كل مكان، دون قضية ودون مبرر اللهم إلا أن يكون تنفيذاً لمخطط إسرائيلي غادر، وقد حذرنا الله سبحانه منهم بقوله:(لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا «٨٢») ( المائدة).

يريدون لأمتنا تشرذمًا وتمزقًا من أجل تحقيق أهدافهم الملعونة بالسيطرة على ثرواتها البترولية، واحتلال أراضيها واستغفالها، بحجة حمايتها من المجهول، وهو يصنع الأعداء ويُسلِّحُهم ويدربهم ليتمكن من ابتزاز القادة العرب، واستغلال حُسن النوايا لديهم ليستطيع الذئب إقناع الحمل بصداقته وحمايته لينقض عليه ويبتلعه، ورغم تجاربنا المريرة معهم، والكوارث التي صنعوها في أوطاننا بدءًا من إقامة دولة إسرائيل سنة 1948 وانتهاءً بتدمير (العراق وسوريا وتشريد ملايين اللاجئين، كي تظل إسرائيل آمنة فيما استباحته من أرض، وفيما سلبته من حقوق وليبقى الوطن العربي أسيراً مُستَغلًا مسلوب الإرادة مُمزّق الأوصال.

وما «داعش» و«النصرة» و«القاعدة» و«الإخوان المسلمون إلا أدوات صنعتها أياد شريرة جعلت مصالحها فوق كل الاعتبارات الإنسانية تحت شعارات إسلامية زائفة يصفهم الله سبحانه بقوله:

(يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ «٩») (البقرة).

وما نراه من استباحة للعراق وسوريا وليبيا واليمن من قِبَل تلك العصابات الإجرامية، لا يحرك ساكناً لدى بعض قيادات العالم العربي، بل نرى استسلاماً للكارثة وانتظاراً لغزوة الأشرار وأملًا في الذئاب التي وعدت بالذّودِ عنَّا لتزيدنا رَهقاً وتمزيقاً. وكانت الأمة العربية تنتظر وقفة القيادات الغربية لنجدة (العراق وسوريا وليبيا واليمن) تساقطت الواحدة تلو الأخرى كأوراق الخريف بعد أن كانت علامات مضيئة للحضارة الإنسانية والتنمية والعُمران، تحولت إلى خراب يتردد فيها نعيق الُبوم.

ألم يكن من المفروض عَقْد اجتماع قمة عربي عاجل، لتشكيل فرق عسكرية تنفيذًا لاتفاقية الدفاع العربي المشترك)، تتعامل مع العصابات الإجرامية وتُبيد وجودها ملتزمة بالمواثيق المُوقَعة من قبل قادة الدول العربية، وتنفيذًا لاتفاقية الدفاع المشترك، وألا فما قيمة تلك الجيوش المدججة بأحدث الأسلحة إذا لم يتم استخدامها في وقتها؟

لقد ضاعت كرامة الأمة العربية واستهان بها أعداؤها عندما أصابها الوَهَن والهوان والاستسلام، فمتى تفيق من غفوتها؟ ومتى تسترجع شهامتها وكبرياءها؟

من المؤسف أن تنساق الطبقة المثقفة مِنْ إعلاميين في الفضائيات والصحف وراء الترويج للأعمال الهمجية، ومشاهد قطع الرؤوس ليشاهدها المواطن العربي فتُروّعه وتُفزعه، وتُهيء نفسه للاستسلام والخوف، وتقوم بالتسويق للأعمال الإجرامية التى تُرتَكَب بإسم الإسلام ظُلمًا وعدوانا.

ألم يأن للعرب أن يتساءلوا : إلى أين نحن سائرون؟ ومتى نفيق من غفوة طالت؟ وأوطان أاستبيحت ودول انهارت وثروات نُهبت وعصابات الغرب استحوذت على القرار، نسير في ركابها دون وعي أو إدراك، مطأطئين رؤوسنا في مشهد بائس نُساق كما يُساق القطيع فداءً لأمن إسرائيل إلى المذبح المُقدس، ألم يرتكبوا ذبح رئيس دولة عربية في عيد الأضحى المبارك ليكون عبرة للقيادات العربية بهذا المصير، من أجل أن يستسلم الجميع لتنفيذ أوامرهم بالروح والدم والمال في سبيل الشيطان، لأننا نسينا تحذير الله لنا في قوله: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ «٤٦») (الأنفال).

لقد تبددت الآمال بمستقبل عربي مُشرق، واختلطت بصيحات من المُشرّدين التى تعالت في كل قُطْر تنادي: أُمة العرب هُبُّوا سِراعاً قبل أنْ تُساقوا نحو حَتْفِكم ، أو تُستَعبدوا في أراضيكم، فأمعنوا النظر من حولكم ولا تصدقوا قول الطامعين فيكم، ولا تأمنوا لهم بموقف أو قول وراجعوا مواقفكم وتلاحموا صفًا واحدًا، ولا تجعلوا أعداء الله يفرقون بينكم، واجمعوا كلمتكم على المحبة والتعاون والدفاع المشترك، فمصيركم واحد وعدوكم واحد ومستقبلكم مشترك.

ومن قلب عربي مخلص يعتصره الألم على تمزق الأمة وتشرذمها، أدعو الله لقادة الأمة العربية أنْ يُبضّرهم بطريق الحق والوحدة والتعاون لصالح شعوبهم، وحدة تصون ولا تبدد، تشد أزر الصديق وترد كيد العدو، تُعادي من يعاديها وتُسالِم من يسالمها تحمي استقلالها وتحافظ على أوطانها وتُسخّر ثرواتها للإرتقاء بحياة أبنائها.

والله المستعان

Leave A Reply

Your email address will not be published.