الإمارات والكويت..الحلقة الخامسة عشرة من كتاب “ومضات على الطريق العربي” للمفكر العربي علي محمد الشرفاء
في الحلقة الخامسة عشرة من كتاب “ومضات علي الطريق العربي ” للمفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي، وهو عبارة عن دراسات ومشاريع وحلول لواقع المستقبل العربي في القرن الواحد والعشرين يتحدث المؤلف عن وقوف الإمارات العربية إلي جانب الكويت في حرب تحرير الكويت من الغزو العراقي كون ذلك واجب ديني وإنساني وحقا مشروعا للشعب الكويتي داعيا إلى الحوار العربي الجاد والبناء؛ لإزالة الخلافات الحدودية بين الأشقاء العرب، وضرورة إحياء الجامعة العربية، وإنشاء محكمة عدل عربية تكون مهمتها الفصل في أية خلافات قد تنشأ بين الدول العربية، وكذلك إنشاء جيش عربي مشترك يتولى مهام الفصل في النزاعات المحتملة على غرار القوات الدولية التابعة للأمم المتحدة،وإلي نص ما كتب المؤلف
الإمارات والكويت
أكد معالي علي الشرفا مدير ديوان الرئاسية على وقوف دولة الإمارات العربية المتحدة إلى جانب دولة الكويت خلال محنة الغزو العراقي، وهذا ينطلق من الأسس الثابتة؛ التي حددها صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة، والقائمة على مناصرة الحق، والعدل في مواجهة العدوان.
وقال في حديث لصحيفة «صوت الكويت بمناسبة مرور عام على تحرير الكويت من الاحتلال العراقي الغاشم – إن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت مستعدة للتضحيات مهما كلف الثمن في سبيل عودة الكويت إلى أهلها؛ لأنها لا تقبل بمنطق الظلم والعدوان، مشيرا إلى أن كل ما قدمته الإمارات للشعب الكويتي، هو واجب أملاه عليها دينها الإسلامي الحنيف، وفرضته وشائج الأخوة الصادقة.
وأوضح السيد علي الشرفاء أن دولة الإمارات انتهجت منذ بدء الأزمة موققا ثابتاء انطلاقا من رفضها المطلق لقيام دولة عربية بالاعتداء على دولة عربية أخرى، واحتلال أراضيها، وتشريد شعبها، مهما كانت الذرائع والمبررات.
ودعا مدير ديوان الرئاسية إلى الحوار العربي الجاد والبناء؛ لإزالة الخلافات الحدودية بين الأشقاء العرب، لأن بقاء الخلافات عالقة من شأنه إعاقة أي عمل عربي جاد في المستقبل، وأكد على ضرورة إحياء الجامعة العربية، وإنشاء محكمة عدل عربية تكون مهمتها الفصل في أية خلافات قد تنشأ بين الدول العربية، و كذلك إنشاء جيش عربي مشترك يتولى مهام الفصل في النزاعات المحتملة على غرار القوات الدولية التابعة للأمم المتحدة، بدلا من تدويل الأزمات التي تطرأ.
وقال إن صاحب السمو رئيس الدولة لا يريد أن يمر درس الكويت القاسی بدون الإفادة منه على نحو جيد، لأن التضحيات التي بذلت إبان الأزمة كانت كبيرة، وكان يمكن توفيرها للمستقبل؛ وقد خسر العرب كثيرا من جراء تلك الكارثة، ومن ثم بات أعداء الأمة العربية هم الرابحون.
وأوضح أن مستقبل الأمن والاستقرار في منطقة الخليج، والمنطقة العربية ككل، يرتبط في جوهره بالأسباب العميقة التي تزعزع هذا الأمن وأهمها المشكلات الحدودية، وحل هذه المشكلات أفضل كثيرا من الحديث عن الأخطار الخارجية التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة العربية.
وأشار إلى أن الأمة العربية لا تستطيع بعد مأساة الكويت أن تتحمل صدمة أخرى؛ فقد كان الغزو العراقي بكل المقاييس ضربة قاسية لهذه الأمة، كادت أن تشتت آمال المواطن العربي، وقال: إننا الآن نعيش مرحلة سوء فهم بعد أزمة الخليج، وللتغلب على ذلك لا بد من البحث عن مواضع الخلل، وإصلاحها بالطريقة التي تخدم مصالح الأمة العربية، وأن مجلس التعاون الدول الخليج العربية عليه مسئولية كبيرة في الإفادة من أزمة الخليج، وإجراء دراسة حيادية لهذه الأزمة بكل أبعادها؛ للوصول إلى الأسباب التي أدت إليها، والنتائج التي خلفتها.
وحول الأسس التي تستند عليها فلسفة القيادة السياسية في دولة الإمارات في تقديم المساعدات للدول الشقيقة والصديقة، وانعكاسات أزمة الخليج على هذه الفلسفة. كما قال: إن صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة؛ يحرص على مساندة، ومؤازرة الأشقاء، والأصدقاء في كل مكان، مؤكدا أن سياسة دولة الإمارات ثابتة؛ لأنها تنطلق من مبادی راسخة لا تتغير بفعل الأحداث مهما كانت مرارتها، مشيرا إلى أن أهداف صندوق التنمية الخليجي الذي أنشأته دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تلتقي مع منطلقات سياسة دولة الإمارات في هذا المجال، ولا تتعارض معها، وهناك إجماع عام على أن المساعدات الائتمانية التي ستقدم للدول العربية؛ سيتم تقديمها لصالح الشعوب المحتاجة، وليس لأفراد معينين.
وأكد أن دولة الإمارات تشهد حركة اقتصادية نشطة تبشر بمرحلة من النمو والازدهار الاقتصادي؛ كما تشهد باقي دول مجلس التعاون نشاطا اقتصاديا مماثلا، وإذا تم تطبيق الاتفاقية الاقتصادية بين دول المجلس؛ فإنها ستشهد مزيدا من النمو، وهو الأمر الذي يفتح الأبواب أمام قيام السوق الخليجية المشتركة.