الحلقة العاشرة من كتاب “ومضات على الطريق العربي” للمفكر العربي علي محمد الشرفاء
في الحلقة العاشرة من كتاب “ومضات علي الطريق العربي ” للمفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي، وهو عبارة عن دراسات ومشاريع وحلول لواقع المستقبل العربي في القرن الواحد والعشرين يتحد ث المؤلف في الفصل السابع عن مشروع قومي لتأهيل العاطلين ليكونوا نواة وجنودا مخلصين ونافعين لأوطانهم، وأن علي القادة العرب أن يتحدوا ويخلصوا النية لإنجاح هذا المشروع وبعث بمجموعة من الاقتراحات للعمل بها ، والتخلص من شبح البطالة الذي أصبح سمة سائدة في الوطن العربي مطالبا بضرورة اتخاذ كل التدابير اللازمة لمواجهة هذا الأمر وإلى نص ما كتب المؤلف.
الفصل السابع
مشروع التأهيل القومي والبطالة في العالم العربي
أولًا: يهدف هذا المشروع الإفادة من الطاقات الشبابية المعطلة، والتي ضلت الطريق، وذلك في سبيل تحقيق العيش الكريم لها؛ لأنها انتشرت في كل مكان، حيث تحولت إلى مجموعات يائسة اتجهت إلى طريق المخدرات الذي يدفع إلى السرقة؛ وما قد يترتب على ذلك من جرائم أخرى كالقتل، وقطع الطريق، والاغتصاب، حيث أصبح أولئك العاطلون وأمثالهم من السلفيين، والفرق الدينية المتطرفة، يهددون المجتمع، ولديهم الاستعداد لاعتناق أفكار لا تتفق مع العقيدة الإسلامية، ولا مع أخلاقياتها، والانضمام لأية جماعة تريد هدم المجتمع والإضرار به كما لمسنا ذلك في هذه الآونة من محاولة النيل من الاقتصاد المصري من خلال ضرب السياحة، والقيام باغتيالات لا مبرر لها، إلا تحقيق هدف استراتيجي لمن يتربص بمصر الحبيبة؛ لما تمثله من قدوة تجعلها في مركز القلب من العالم العربي، وما تشكله من قوة للأمة العربية، ودورها التاريخي في حماية الأمن القومي.
ثانيًا: إن الوسائل المعتادة باعتقال الأشخاص الذين يقومون بأعمال مخالفة للقوانين؛ فيتحولون إلى مجرمين يقضون مددا مختلفة في السجون، وما قد يعانون منه هناك من تسلط بعض السجانين، وما يحدث لهم من ضرب وتجريح؛ علاوة على تحمل الدولة التزامات مالية لإعاشتهم. وعندما يخرج واحد منهم من السجن يتحول أكثر عداء، وأكثر انفصالا عن المجتمع؛ إذ لم يعد لديه الولاء لوطنه، حيث يشعر أن وطنه لم يحقق له حياة حرة كريمة، أو يساعده بالتوجيه والرعاية في تصحيح سلوكه.
ثالثًا : مما سبق ذكره يطرح سؤال مهم وهو ما الحل، وكيف السبيل لإصلاحهم؟
إن الحل في رأيي المتواضع- يكمن في مشروع قومي، هو تأهيل العاطلين، والخارجين على القانون، والمتطرفين من سلفيين وغيرهم؟ ليكونوا أدوات بناء لا أدوات تدمير؛ وليكونوا جنودا مخلصين لوطنهم لا أعداء يتحينون الفرص للعمل ضده.
توصيف المشروع:
أولًا: يتم إنشاء معسكرات في كل محافظة، يستوعب كل معسكر 2500 فرد، ويتكون من 250 خيمة على مساحة 5500 فدان؛ بحيث تستوعب كل خيمة عشرة أشخاص على أساس تشکیل جماعة، بالإضافة إلى قاعة مطعم، ومقر للإدارة، والمشرفين من القادة العسكريين.
ثانيًا: يتم تنظيم الأفراد حسب نظام القوات المسلحة، كل جماعة تتكون من عشرة أفراد، يوزعون على مساحة عشرين فدان يكونون مسئولين عن زراعتها حسب الخطة العامة التي ستضعها الإدارة للمشروع من حيث تحديد نوع المحصول الزراعي، و ذلك يعني المساحة التي سيقام عليها المعسكر عشر آلاف فدان تقريبا.
ثالثًا: يستحق كل فرد ما يعادل سهمين، و كل سهم فدان من ناتج محصول المشروع.
رابعًا: بعد خمس سنوات تتم معاملتهم حسب النظام المتبع في القرية المصرية المنتجة، وتسري عليهم الحقوق والواجبات نفسها، من حيث السكن وبقية المستحقات المالية.
خامسًا: بنك التسليف الزراعي:
أ. يتولى بنك التسليف الزراعي التعاقد مع وزارة التموين بشأن محصول القمح، حيث تقوم القرى النموذجية المزروعة بتسليم المحصول لينك التسليف الزراعي، والذي يتولى بدوره تسليم المحصول للصوامع المملوكة لوزارة التموين.
ب. ينظم عملية تسليم المستحقات المالية لكل قرية بالتعاون مع مجلس إدارة القرية، وهو عبارة عن حصيلة المشروع الزراعي للقرية مخصوما منه 20 تحت بند مصروفات الطوارئ بمعدل سهمین بما يعادل قيمة محصول فدانين.
ت. يحتفظ بكشوفات لكل مستحق في القرية، ويقوم بإنشاء أقسام للبنك في كل قرية؛ لتسهيل المسئولية وتحقيق التعاون على أكمل وجه مع مجلس إدارة القرية.
ٹ. يستقبل طلبات المشروع من مجلس إدارة القرية الخاصة بالقروض الطارئة، ويقرها بعد مناقشاتها مع اللجنة التنفيذية المنبثقة من مجلس إدارة القرية.
سادسًا: يتم إعداد برنامج للمعسكر، يتضمن تربية دينية، و تدريب زراعي، وتدريب رياضي، علاوة على التدريب العسكري، ويشرف على إعداد البرنامج الوزارات الآتية:
وزارة الداخلية، ووزارة الزراعية، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة الأوقاف والشئون الإسلامية، والقيادة العامة للقوات المسلحة.
تكون واجبات وزارة الداخلية:
1. تجميع الأفراد وتسلمهم لإدارة المشروع تحت قيادة مدير برتبة لواء في القوات المسلحة من سلاح المشاة.
2. تأمين سياج للموقع.
3. تأمين الحماية اللازمة من قبل أفراد الشرطة.
4. المشاركة مع الوزارات المعنية في برنامج المشروع.
تكون واجبات وزارة الزراعة:
1. تقدیم مهندسين زراعيين، وتأمين مرکز لهم في موقع المشروع للإرشاد الزراعي.
2. تقديم كافة المساعدات المتعلقة بمواد الري، والبذور، ومعدات الاستصلاح.
3. تأمين تسويق المنتجات.
4. المشاركة في البرنامج التدريبي للمشروع.
تكون واجبات وزارة التربية والتعليم:
1. إعارة عدد من المدرسين الرياضيين.
2. تقديم الأفلام والكراسات.
3. وضع نظام الاختبارات مع أعضاء اللجنة.
4. المشاركة في إعداد البرنامج العام للمشروع.
تكون واجبات وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية:
1. تأمين أساتذة للقيام بتدريس حصص الدين.
2 . تقديم أئمة لتوم الناس في مواعيد الصلاة.
3. تقديم الكتب الدينية المبسطة، وتعريف الأفراد بالسلوك الإسلامي القويم.
تكون واجبات القيادة العامة للقوات المسلحة:
وضع نظام التدريب العسكري، وتأمين كافة المتطلبات من إدارة التدريب في القوات المسلحة للارتقاء بقدرات العاملين في تلقينهم، وتدريبهم على عقيدة الدفاع عن الوطن. ويتم ذلك بتحديد ثلاث حصص أسبوعية مدة كل حصة ساعة ونصف، وبهذا يمكن تأسيس قوات احتياطية تعمل وقت السلم الصالح الجبهة الداخلية، وتقوم بدورها تحت قيادة القوات المسلحة عندما يتطلب الوضع الدفاع عن الوطن.
البطالة
صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله – تعالى – السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد…
إنني أشعر بقلق سموكم من ازدياد العاطلين عن العمل من الخريجين في دولة حباها الله بثروات طائلة، وأنه كلما ازداد عددهم، كلما زاد عدم الرضا و تحول مع الزمن إلى غضب مكيوت قد ينفجر في أية لحظة كالبركان بدون وعي وإدراك، ولا يحسب حسابا لما يترتب على ثورته من كوارث ودمار.
ولهذا يتطلب هذا الأمر سرعة اتخاذ القرار المناسب لمواجهة هذا الخطر، واسمحوا لي يا سمو الأمير أن أتقدم باقتراح متواضع ؛ هو أن يتم تشكيل مجلس باسم ( مجلس تخطيط الموارد البشرية و تكون مهمته كما يأتي 1. وضع استراتيجية طويلة المدى لكافة متطلبات الوظائف؛ لكل المؤسسات
الحكومية، والبنوك والمؤسسات شبه الرسمية بحيث تستوعب
احتياجات الوظائف لمدة الخمس سنوات القادمة. 2. وضع دراسة ميدانية لأنواع الوظائف، وعددها في الوزارات، والمؤسسات
الحكومية، وشبه الحكومية من غير السعوديين؛ ليتم على أساسها إعداد
خطة إحلال الكوادر الوطنية للمشاركة في خطط التنمية . 3. تقييم احتياجات الوزارات، والدوائر المحلية ، و الشركات الحكومية، ووضع
خطة فورية؟ تستوعب الكفاءات المؤهلة في مدة أقصاها سيئة واحدة.
4. وضع خطة لإنشاء معاهد تدريبية متخصصة؛ بحيث يتم بواسطتها رفع المستوى العلمي، والمهني لمختلف التخصصات، وعلى الأخص في المجال البترولي.
5. إنشاء صندوق الضمان الاجتماعي، وتخصيص ميزانية خاصة يتم الصرف منها على منح رواتب الحد المتوسط لكل خريج إلى أن يتم توفير الوظيفة المناسبة له.
6. إعداد خطط تدريب سنوية لرفع الكفاءة العلمية والتقنية لدى المواطنين بما يتناسب مع متطلبات وظائفهم في مؤسساتهم حسب تخصصاتهم.
يتكون مجلس التخطيط للموارد البشرية مما يأتي:
1. رئيس مجلس تخطيط الموارد البشرية بدرجة نائب رئيس الوزراء.
2. وزير التعليم العالي.
3. وزير التعليم.
4. وزير الخدمة المدنية.
5. وزير المالية.
6. وزير العمل.
7. محافظ البنك المركزي.
8. رئيس مجلس إدارة شركة أرامكو .
9. رؤساء مجالس إدارة شركات الاتصالات.
10. مدير التجنيد في القوات المسلحة.
تكون مسئولية المجلس الإشراف على إعداد منهج تعليمي يتوافق مع متطلبات سوق العمل، وما يحتاجه من اختصاصات علمية ومهنية، والتنسيق مع وزارة التعليم، و التعليم العالي في تحديد التخصصات التعليمية حسب متطلبات السوق والتي يتم تحديدها من قبل مجلس تخطيط الموارد البشرية .
إننا مستعدون – بحكم علاقات التعاون مع جامعات عالمية، ومراكز التدريب المهني العالي للقطاع البترولي للمساعدة في إعداد خطة تأهيل علمي، ومهني حسب أنواع التخصصات المطلوبة، والمشاركة في مشروع إحلال الكوادر الوطنية. وفي حالة الموافقة المبدئية؛ مستعدون لإرسال وفد علمي عال من الجامعات العالمية ذات الصلة، للقاء المختصين لديكم، وإعداد خطة عامة لتنفيذ الأفكار المذكورة أعلاه.
إن وجود مجلس متخصص، يستطيع أن يملأ الفراغ الموجود في الوقت الحاضر أمر في غاية الأهمية، حيث إنه لا توجد جهة مختصة تتولى تخطيط، و تنظیم استيعاب الموارد البشرية التي استثمرت الدولة فيها آلاف الملايين من الريالات، وإنني على ثقة من أن سموكم يعي تماما أهمية هذا الموضوع، داعيا المولى -عز وجل- أن يوفقكم، ويسدد خطاكم على طريق الخير.