العقول المغيبة .. بقلم المفكر العربي علي محمد الشرفاء
لقرون عديدة تسقى الشعوب الإسلامية روايات مسمومة تدعو للشر والكراهية واتباع خطوات الشيطان، الذي يحض على ارتكاب الجرائم ونشر الفتنة وتحريض المسلمين على قتل بعضهم، والتشبث بكتب الدعاة والرواة ومن تم تقديسهم ممن يسمون بالعلماء والمحدثين
تسببوا في هجر القرآن فضاع عنهم طريق الحق والخير، واتبعوا طريق الشيطان عندما توعد الناس إبليس عند خلق الإنسان، واستكبار الشيطان على أمر الله بالسجود لآدم.
تحذير الله سبحانه من اتباع الروايات
فقال الله سبحانه محذرا الإنسان (يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (27)) (البقرة -٢٧)
وقوله سبحانه (وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا) (النساء -٦٠) وقوله سبحانه (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا) النساء- ١٢0 (وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)(الأنعام -٤٣) (إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا) (الإسراء -٥٣ ) (وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ) (النمل -٢٤).
روايات مسمومة تحض على سفك الدماء
وحينما نتدبر تحذير الله للناس من اتباع الشيطان الذي يحض على الفساد والمنكر وسفك الدماء ، وتشريد الناس من أوطانهم ونشر الفزع بينهم، واستشراء العداء فيما بينهم، واشتعال الفتن والكراهية في المجتمعات الآمنة
حيث تتحول إلى مجتمعات فقدت إنسانيتها وماتت ضمائرها، استشرى الفساد فيها بكل أشكاله، وانتفت من المجتمع الرحمة وضاع العدل وتقطعت العلاقات بين الأسر، وتسابق الناس للهروب من جحيم مستعر، فمن ياترى أغرى الجهال والقاسية قلوبهم ليتبعوا مرويات الشيطان، ليسوقهم نحو الهلاك ويوردهم بأفعالهم الى عذاب الله وعقابه في الدنيا والآخرة (وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ) (النور -٢١).
وهكذا تكون نتيجة الذين انصرفوا عن كتاب الله ومنهاجه وشريعته، واستحكمت في عقول المسلمين مرويات مزورة تدعوهم لارتكاب المنكر من جرائم قتل ضد الإنسانية، واستباحة الأموال والسطو على الأملاك وهدم المنازل على الساكنين، واغتيال أحلام الناس، وتدمير آمالهم وتشريد أطفالهم. أولئك يدعون الناس إلي طريق الشر والطغيان فمن يتبع الإنسان؟!
الطريق الذي يحقق مصلحة الإنسان